للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ, فَإِنَّهَا أَطْهَرُ, وَأَطْيَبُ, وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ».

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (عمرو بن عليّ) الفلاس البصريّ، ثقة ثبت [١٠] ٤/ ٤.

٢ - (يحيى بن سعيد) القطان البصريّ الإمام الحجة المشهور [٩] ٤/ ٤.

٣ - (سعيد بن أبي عروبة) مهران البصريّ، ثقة ثبت اختلط أخيرا [٦] ٣٤/ ٣٨.

٤ - (أيوب) السختياني البصريّ المذكور قبل باب.

٥ - (أبو قلابة) عبد اللَّه بن زيد بن عمرو البصريّ، ثقة فاضل [٣] ١٠٣/ ٣٢٢.

٦ - (أبو المهلب) الجَرْميّ البصري، عم أبي قلابة، اسمه عمرو، أو عبد الرحمن بن معاوية، أو ابن عمرو، أو غيره، ثقة [٢] ٢١/ ١٢٣٦.

٧ - (سَمُرَة) بن جُندَب الفزاريّ، حليف الأنصار، صحابي مشهور، مات بالبصرة سنة (٥٨) - رضي اللَّه عنه - ٢٥/ ٣٩٣. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن شيخه هو أحد مشايخ الأئمة السنة الذين رووا عنهم بلا واسطة. (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض: أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلّب. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ سَمُرَةَ) - رضي اللَّه عنه -، وسقط في بعض النسخ لفظة "عن"، وهو غلط (عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أنه (قَالَ: "الْبَسُوا) من باب تَعِبَ، ومصدره اللَّبْس بالضمّ (مِنْ ثِيَابِكُمُ) "من" تبعيضية، أو بيانية، مقدمة، فتتعلق بحال محذوف، من قوله (البَيَاضَ) مفعول "البسوا" على حذف مضاف، أي ذوات البياض، وفي "مسند أحمد": ""البيض" بكسر الباء، جمع الأبيض، وعليه فلا تجوّز، وكذا وقع عند أبي داود، والبيهقي (فَإنَّهَا) أي الثياب البياض (أَطْهَرُ، وَأَطْيَبُ) الفاء تعليلية، أي لأنها أطهر، وأطيب، لأنه يَلوح فيها أدنى وسخ، فيُزال، بخلاف سائر الألوان، وسيأتي في "الزينة" بلفظ: "فإنها من خير ثيابكم" (وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ") عطف على "البسوا"، أي البَسُوها في حياتكم، وأَلْبِسُوها موتاكم. وهذا محل الترجمة، حيث إنه نصّ في الأمر بتكفين الميت في البياض من الثياب، ولا يأمر الشارع إلا بما هو خير وأفضل من غيره.

والأمر في هذا الحديث -كما قال العلامة الشوكانيّ -رحمه اللَّه تعالى-: ليس للوجوب، بل للندب، أما اللبس في الحياة، فلما ثبت عنه - صلى اللَّه عليه وسلم - من لبس غيره، فقد كان