للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بِي") إنما قاله لأنه علم أنه لم يقدّم خيرًا، وأنه سيَقدَم على ما يسوءه، فيَكرَه القدوم.

واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّق بهذا الحديث:

المسألة الأولى: في درجته: حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - هذا صحيح.

المسألة الثانية: في بيان مواضعه عند المصنّف، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٤٤/ ١٩٨ - وفي "الكبرى" ٤٤/ ٢٠٣٥. وأخرجه (أحمد) ٧٨٥٤ و ٩٧٨٧ و ١٠١١.

وفوائد الحديث تأتي قريبًا، إن شاء اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

١٩٠٩ - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ, يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ, فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ, عَلَى أَعْنَاقِهِمْ, فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً, قَالَتْ: قَدِّمُونِي, قَدِّمُونِي, وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ, قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا (١) , إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا, يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ, إِلاَّ الإِنْسَانَ, وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصَعِقَ».

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (الليث) بن سعد الإمام الفقيه الثبت الحجة المصريّ [٧] ٣١/ ٣٥.

٢ - (أبو سعيد) هو: كيسان المقبريّ المدنيّ، ثقة [٣] ٦٣/ ٨٧٢.

والباقون تقدموا قريبا. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه فبغلانيّ، والليث فمصريّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعي، والابن عن أبيه. (ومنها): أن فيه أبا سعيد - رضي اللَّه عنه - من المكثرين السبعة، روى (١١٧٠) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَيِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ) - رضي اللَّه عنه - (يَقُولُ: قَالَ:


(١) وفي نسخة: "يا ويلتا".