للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي المصباح: وكَفَأته كَفْئا من باب نفع: كَبَبْته، وقد يكون بمعنى أملته اهـ، يعني أنه صب على يده من ذلك التور، ليغسل كفيه ثلاثا (ثم مضمض، واستنشق بكف واحد) أي بغرفة واحدة (ثلاث مرات) يعني أنه جمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة، وفعل ذلك ثلاث مرات.

قال العلامة ابن القيم في الهدي: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمضمض، ويستنشق، تارة بغرفة، وتارة بغرفتين، وتارة بثلاث، وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق، فيأخذ نصف الغرفة لفمه، ونصفها لأنفه، ولا يمكن في الغرفة إلا هذا، وأما الغرفتان، والثلاث، فيمكن الفصل والوصل، إلا أن هديه - صلى الله عليه وسلم - كان الوصل بينهما كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمضمض، واستنشق من كف واحدة فعل ذلك ثلاثا" وفي لفظ "تمضمض، واستنثر بثلاث غرفات" فهذا أصح ما روي في المضمضة والاستنشاق، ولم يجيء الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة اهـ. جـ ١ ص ١٩٢ - ١٩٣.

(وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا) أي غسل كل ذراع ثلاث مرات (وأخذ من الماء فمسح برأسه، وأشار شعبة مرة) إلى كيفية مسح الرأس مُبتَدءًا (من ناصية رأسه) الناصية: واحدة النواصي، قال ابن سيدَه: الناصية، والناصاة، لغة طيئية: قصاص الشعر في مقدم الرأس، وليس لها نظير إلا حرفان: بَادية وبَاداة، وقَاريَة وقَارَاة، وهي الحاضرة.

وقال الأزهري: الناصية عند العرب: منبت الشعر في مقدم الرأس، لا الشعر الذي تسميه العامة الناصية، وسمي الشعر ناصية لنباته من ذلك الموضع اهـ لسان العرب.