للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العشر وحديث: "من باع عبدًا، له مالٌ" (١)، وحديث تخرج نار من قبل اليمن (٢). وحكى الأثرم عن غير أحمد أنه رجّح قول نافع في هذه الأحاديث، وفي حديث: "الناس كإبل مائة" (٣) أيضًا. وذكر ابن عبد البرّ أن الناس رجّحوا قول سالم في رفعها. قال: وسُئل أحمد إذا اختلفا -أي سالمٌ ونافع- فلأيّهما تقضي؟ فقال: كلاهما ثبتٌ، ولم يُرد أن يقضي لأحدهما على الآخر. نقله عنه المرُّوذيّ. ونقل عثمان الدارميّ عن ابن معين نحوه. مع أنّ المرّوذيّ نقل عن أحمد أنه مال إلى قول نافع في حديث: "من باع عبدًا، وله مالٌ"، وهو وقفه. وكذلك نقل غيره عن أحمد أنه رجّح قول نافع في وقف حديث: "فيما سقت السماء العشر". انتهى كلام الحافظ ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ- تعالى بتصرّف (٤).

وقد نظمت في "ألفيّة العلل" ما ذُكر، فقلت:

أَشْهَرُ مَنْ رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرِ … ابْنُهُ سَالِمٌ وَنَافِعٌ دُرِي

وَاخْتَلَفَا فِي عَدَدٍ مِنَ الْخَبَرْ … فِي الرَّفْعِ وَالْوَقْفِ أَحَارَ مَنْ نَظَرْ

سُئِلَ أَحْمَدُ فَلَمْ يَقْضِ بِشَيْ … كَذَاكَ عَنْ يَحْيَى أَتَاكَ يَا أُخَيْ

وَمَالَ أَحْمَدُ لِوَقْفِ نَافِعِ … "فِيمَا سَقَتْ" "مَنْ بَاعَ عَبْدًا" فَاسْمَعِ

وَالنَّسِئِي وَالدَّارَقُطنِي رَجَّحَا … وَقْفَهُ فِي ثَلَاثةٍ وَأَفْصَحَا


(١) - أخرجه الشيخان، وأبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه، وأحمد، وغيرهم، بألفاظ متقاربة. ولفظ الترمذيّ ٣/ ٥٣٨ - من رواية نافع، عن ابن عمر، أنه قال: "من باع عبدًا، وله مال، فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع". قال الترمذيّ: هكذا رواه عُبيد اللَّه بن عمر، وغيره، عن نافع. وقد روى بعضهم عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أيضًا. وأخرجه الترمذيّ ج ٣ ص ٥٣٧ أيضًا من طريق الزهريّ، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "من باع نخلاً بعد أن تؤبّر، فثمرتها للبائع، إلا أن يشترط المبتاع، ومن باع عبدًا، وله مال، فماله للذي باعه، إلا أن يشترط المبتاع". وأخرجه مسلم ٣/ ١١٧٣ من طريق الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "من ابتاع نخلاً … وكذلك أخرجه أحمد ٢/ ٩ والنسائيّ ٧/ ٢٦١ والدارميّ ٢/ ١٦٩.
(٢) - أخرجه الترمذيّ ٣/ ٤٩٨ - من طريق أبي قلابة، عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "تخرُجُ نارٌ من حضرموت"، أو "من نحو حضرموت قبل يوم القيامة، تحشر الناس". انتهى. وأخرجه مسلم ٤/ ٢٢٢٥. وأحمد ٤/ ٦. وأبو داود ٢/ ٤٢٩.
(٣) - أخرجه الشيخان، والترمذيّ، ما وأحمد، ولفظ البخاريّ في "كتاب الرقاق": "إنما الناس، كالإبل المائة، لا تجد فيها راحلة". ولفظ أحمد: "إنما الناس كإبل مائة، لا تكاد ترى فيها راحلة، أو متى ترى فيها راحلة".
(٤) - شرح علل الترمذيّ ج ٢ ص ٢٥٩ - ٢٦٠ تحقيق صبحي السامرّائيّ.