للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يوم القيامة من الحشَفِ.

وقال السنديّ في "شرحه": "يأكل حَشَفًا" أي جزاء حَشَف، فسمّي الجزاء باسم الأصل. ويحتمل أن يُجعل الجزاء من جنس الأصل، ويخلق اللَّه تعالى في هذا الرجل اشتهاء الْحَشَف، فيأكله، فلا ينافي ذلك قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} الآية [فصلت: ٣١]. انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الصواب عندي هو الاحتمال الثاني؛ لأنه لا مانع من حمله على ظاهره، فلا يُعدل عنه إلى المجاز. واللَّه تعالى أعلم.

وزاد في رواية أحمد من طريق أبي بكر الحنفيّ، عن عبد الحميد بن جعفر: قال: ثم أقبل علينا، فقال: "أما واللَّه، يا أهل المدينة، لَتَدَعُنَّها أربعين عاما للعَوَافي"، قال: فقلت: اللَّه أعلم، قال: -يعني الطير، والسباع- قال: وكنا نقول: إن هذا لَلَّذِي تسميه العجم هي الكَرَاكِي انتهى.

والحديث دليل على ذمّ إخراج الرديء في الزكاة، وتقدّم بيانه في الحديث السابق.

واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث عوف بن مالك - رضي اللَّه عنه - هذا حسن.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٢٧/ ٢٤٩٣ - وفي "الكبرى" ٢٨/ ٢٢٧٢. وأخرجه (د) في "الزكاة" ١٦٠٨ (ق) في "الزكاة" ١٨٢١ (أحمد) في "باقي مسند الأنصار" ٢٣٤٥٦. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح، ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

٢٨ - (بَابُ الْمَعْدِنِ)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "المعدن" -بفتح الميم، وكسر الدال- كمَجلِسٍ: مَنْبِتُ الجواهر، من ذهب ونحوه، سمّي به لإقامة أهله فيه دائمًا، أو لإنبات اللَّه تعالى


(١) - "شرح السنديّ" ج ٥ ص ٤٤.