للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصحابة، هو أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - أمر من لم يسق الهدي بفسخ الحجّ، وجعلِهِ عمرة، ومن جملتهم عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، وحينئذ لا بدّ من حمل هذا الحديث على من ساق الهدي، وبه تندفع المنافاة بين الأحاديث. قاله السنديّ -رحمه اللَّه تعالى- (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٩٩٣ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ, عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أُمِّهِ, عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ, قَالَتْ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ, فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ, فَلْيَحْلِلْ, وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ, فَلْيُقِمْ عَلَى إِحْرَامِهِ» , قَالَتْ: وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ هَدْيٌ, فَأَقَامَ عَلَى إِحْرَامِهِ, وَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ, فَأَحْلَلْتُ, فَلَبِسْتُ ثِيَابِي, وَتَطَيَّبْتُ مِنْ طِيبِي, ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ, فَقَالَ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي, فَقُلْتُ: أَتَخْشَى أَنْ أَثِبَ عَلَيْكَ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (محمد بن عبد اللَّه بن المبارك) أبو جعفر البغداديّ الْمُخرِّميّ الحافظ الثقة [١١] ٤٣/ ٥٠.

٢ - (أبو هاشم) المغيرة بن سلمة المخزميّ البصريّ الثقة الثبت، من صغار [٩] ٢٨/ ٨١١٥.

٣ - (وهيب بن خالد) أبو بكر الباهليّ مولاهم البصريّ الثقة الثبت [٧] ٢١/ ٤٢٧.

٤ - (منصور بن عبد الرحمن) العبدريّ الحجبيّ المكيّ الثقة [٥] ١٥٩/ ٢٥١.

٥ - (صفية بنت شيبة) بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية الحجبية، لها رؤية، وحدّثت عن عائشة، وغيرها من الصحابة، وفي "صحيح البخاريّ" التصريح بسماعها من النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وأنكر الدارقطنيّ إدراكها (٢). تقدّمت في ١٥٩/ ٢٥١.

٦ - (أسماء بنت أبي بكر) الصديق، زوج الزبير بن العوّام - رضي اللَّه تعالى عنهم -، من كبار الصحابيّات، عاشت مائة سنة، وماتت سنة (٧٤)، وتقدّمت في ١٨٥/ ٢٩٣. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم


(١) - "شرح السنديّ" ٥/ ٢٤٦.
(٢) - "التقريب" ص٤٧٠.