للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تصحيف، فليُتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.

(حَتَّى إِنَّ ذِفْرَاهَا) بكسر همزة "إنّ"، لوقوعها بعد "حتى" الابتدائية، وقد صرّح بذلك ابن هشام الأنصاريّ -رحمه اللَّه تعالى- في "مغني اللبيب" (١).

و"ذفرى البعير" -بكسر الذال المعجمة: أصل أذنه، وهما ذِفْرَيان، والذَّفْرَى مؤنّثة، وألفها للتأنيث، أو للإلحاق. قاله ابن الأثير (٢). وفي "القاموس": الذِّفْرَى بالكسر من جميع الحيوانات: ما من لدن الْمَقَذٍّ (٣) إلى نصف الْقَذَال، أو العظمُ الشاخص خلف الأذن، جمعه ذِفْرَيَات، وذَفَارَى، ويقال: هذه ذِفْرى أَسِيلَةٌ (٤)، غير منوّنة، وقد تنوّن، وتُجعل الألف للإلحاق بدِهَم انتهى.

ووقع في "الكبرى" "دفراها" بالدل المهملة، بدل الذال المعجمة، وهو تصحيف، فليُتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.

(لَيَكَادُ) بالياء، والتاء، كما في "الهندية" (يُصِيبُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ) أي طرف الرحل الذي قُدّام الراكب، ويقال له: مُقَدَّمة الرحل بضم الميم، وفتح الدال المشدّدة، أو بضمّ الميم، وتخفيف الدال المفتوحة، وحذف الهاء من الثلاثة لغات. أفاده الفيّوميّ (وَهُوَ يَقُولُ: "يَا أَيها النَّاسُ عَلَيكُمْ بالسَّكِينَةِ") أي الزموا السكينة، وهو بتخفيف الكاف: المهابة، والرَّزَانة، والوقار. وحَكى في النوار تشديد الكاف، قال: ولا يُعرف في كلام العرب فَعِّلَةٌ مثقّل العين إلا هذا الحرف شاذًّا. قاله الفيّوميّ.

والمراد السير بالرفق، وعدم المزاحمة.

(وَالْوَقَارِ) بفتح الواو: الحلم، والرَّزَانة، وهو مصدر وَقُرَ بالضمّ، مثل جَمُلَ جَمَالاً.

قاله الفيّوميّ. فيكون عطفه على السكينة من عطف المرادف للتوكيد (فَإِنَّ الْبِرَّ) بكسر الموحّدة: أي الخير، والفضل، والطاعة (لَيْسَ فِي إِيضَاع الْإبِلِ) بكسر الهمزة مصدر أوضع، أي إسراعها في السير، ومنه أوضع البعير: إذا حَمله على سرعة السير.

يعني أن طاعة اللَّه سبحانه وتعالى لا توجد في إسراع الإبل، وإنما هي في لزوم السنة، والسنة في هذا الموضع لزم السكينة، والوقار، وتعظيم حرمات اللَّه تعالى.

قال في "الفتح": قوله: "فإن البرّ ليس بالإيضاع". أي السير السريع، ويقال: هو


(١) - راجع "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ١/ ١٣١ بتحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد في مبحث "حتى".
(٢) - "النهاية" ٢/ ١٦١.
(٣) - الْمَقَذّ كمَرَدّ: ما بين الأذنين من خلف، ومنتهى منبتِ الشعر من مؤخّر الرأس. انتهى قاموس.
(٤) - الأسيل كأمير: الأملس المستوي، ومن الخدود: الطويل المسترسل. ق.