للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

روى عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -. وعنه صفوان بن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن سليم. ذكره ابن حبّان في "الثقات" في حُصين، ولَمّا ذكر خالد بن اللجلاج في "ثقاته" كناه أبا العلاء، لكن قال فيه، يروي عن عمر، وعدّة، وعنه مكحول، وابن جابر. قال الحافظ: والظاهر أنه غير هذا. انتهى. تفرّد به المصنّف، أخرج له حديث الباب فقط.

وقوله: "ولا يجتمع الشّحّ الخ" قال الفيّوميّ: الشّحّ: البُخْل، وشَحّ يَشُحّ، من باب قتَلَ، وفي لغة من بابي ضرَبَ وتَعِبَ، فهو شَحيح، وقوم أَشِحَّاء، وأَشِحَّة، وتَشَاحّ القومُ بالتضعيف: إذا شحّ بعضهم على بعض انتهى (١).

وقال ابن الأثير: الشُّحُّ أشدُّ البخل، وهو أبلغ في المنع من البخل. وقيل: هو البخل مع الحرص. وقيل: البخل في أفراد الأمور، وآحادها، والشّحّ عامّ. وقيل: البخل بالمال، والشحّ بالمال والمعروف انتهى (٢).

والمعنى: لا ينبغي للمؤمن أن يجمع بين الإيمان والشحّ في قلبه؛ إذ الشّحّ أبعد شيء من الإيمان. أو المراد بالإيمان كماله، كما تقدّم. أو المراد أنه قلّما يجتمع الشحّ والإيمان، واعتَبَر ذلك بمنزلة العدم، وأخبر بأنهما لا يجتمعان، ويؤخذ من الوجهين الأخيرين ما سيجيء: "لا يجمع اللَّه في قلب امرىء مسلم الإيمان باللَّه، والشحّ جميعًا". أفاده السنديّ -رحمه اللَّه تعالى- (٣).

والحديث صحيح، وقد سبق تخريجه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣١١٢ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ, عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ, عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ, عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلَاجِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, وَدُخَانُ جَهَنَّمَ, فِي وَجْهِ رَجُلٍ أَبَدًا, وَلَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمرو بن عليّ": هو الفلّاس. و"صفوان بن سُليم": هو أبو عبد اللَّه المدنيّ الزهريّ مولاهم، ثقة مفتٍ عابد رُمي بالقدر [٤] ٤٧/ ٥٩.

و"خالد بن اللجلاج": هو القعقاع بن اللجلاج المذكور في السند الماضي.

والحديث صحيح، وقد سبق تخريجه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع


(١) - "المصباح المنير" في مادّة "شحح".
(٢) - "النهاية" ٢/ ٤٤٨.
(٣) - "شرح السنديّ" ٦/ ١٣.