للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الراء للإتباع، وتسكّن حملاً على لفظ الواحد (١) (مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ) أي ما ذُكر من الإيمان باللَّه، والإسلام، والجهاد في سبيله (فَلَمْ يَدَعْ) أي لم يترك (لِلْخَيْرِ مَطْلَبًا) أي محلّ طلب، يعني أنه ما من مكان يُطلب فيه الخير إلا حضره، وطلب فيه الخير، وأخذ منه حظّه (وَلَا مِنَ الشَّرِّ مَهْرَبًا) أي ولم يترك مكانًا يُهرب إليه من الشرّ، ويُلجأ إليه، ويُعتصم به للخلاص منه إلا هرب إليه، واعتصم به (يَمُوتُ حَيثُ شَاءَ أَنْ يَمُوتَ) يعني أنه في أي مكان مات، سواء مات في بيته، وبين عشييرته، أو مات خارجًا في سبيل اللَّه، فإن له ما ذُكر من غرف الجنّة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث فَضَالة بن عُبيد - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا-١٩/ ٣١٣٤ - وفي "الكبرى" ١٦/ ٤٣٤١. وأخرجه الطبرانيّ ١٨/ ٨٠١ والبيهقيّ ٦/ ٧٢ والحاكم، وصححه على شرط مسلم ٢/ ٦١ و ٧١ ووافقه الذهبيّ مع أن عمرو بن مالك الْجَنْبيّ لم يخرّج له مسلم. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣١٣٥ - (أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ, هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ, عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ, عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ, عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لاِبْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ, فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلَامِ, فَقَالَ: تُسْلِمُ, وَتَذَرُ دِينَكَ, وَدِينَ آبَائِكَ, وَآبَاءِ أَبِيكَ, فَعَصَاهُ, فَأَسْلَمَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ, فَقَالَ: تُهَاجِرُ, وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ, وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ, كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ, فَعَصَاهُ, فَهَاجَرَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ, فَقَالَ تُجَاهِدُ, فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ, فَتُقَاتِلُ, فَتُقْتَلُ, فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ, وَيُقْسَمُ الْمَالُ, فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ» , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ, أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ, كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ»).

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (إبراهيم بن يعقوب) الْجُوزجانيّ الثقة الحافظ رُمي بالنصب [١١] ١٢٢/ ١٧٤.


(١) - راجع "المصباح" في مادّة غرف.