للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ» , فَبَلَّغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا, قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (١) - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ, فَهُوَ عِدْلُ مُحَرَّرٍ»).

قال الجامع عفا اللَّهَ تعالى عنه: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وقد تقدّموا غير مرّة. و"خالد": هو ابن الحارث الْهُجَيميّ. و"هشام": هو الدستوائيّ. و"سالم بن أبي الجعد" رافع الغطفانيّ الأشجعيّ مولاهم الكوفيّ الثقة. و"معدان بن أي طلحة" ويقال: ابن طلحة اليعمريّ الشاميّ الثقة [٢] ١٧/ ٧٠٨. و"أبو نَجيح" -بفتح النون، وكسر الجيم- هو عمرو بن عَبَسَة الصحابيّ المذكور في السند السابق. و"السُّلَميّ" -بضم السين المهملة، واللام-.

وقوده: "من بلغ بسهم" قال السنديّ -رحمه اللَّه تعالى-: الظاهر أنه مخفّف، والباء للتعدية إلى المفعول الثاني، والأول محذوفٌ، أي بلَغَ الكافرَ بسهم، أي من أوصل سهمًا إلى كافر. ويحتمل أنه مشدّد، من التبليغ، والباء زائدة، وبالتشديد قد ضُبِط في بعض النسخ انتهى.

وقوله: "فبلّغت" هنا بتشديد اللام- و"ستة عشر" مفعوله: أي أوصلتها.

وقوله: "من رمى بسهم" أي وإن لم يُبلغه، فهو ترقّ من الأعلى، ويجوز عكسه، بمعنى من بَلغ إلى مكانِ سَهمَه يكون له درجة، وإن لم يرم، وإن رمى يكون له كذا. ذكره في "المجمع"، والمعنى الثاني مبنيّ على التخفيف، فهو الوجه. وقوله: "تَرَقّ من الأعلى" بعيد، والأقرب تنزّلٌ من الأعلى، والوجه الثاني غير مناسب؛ لحديث كعب الآتي، فليتأمّل. قاله السنديّ (٢).

والحديث صحيح، وقد سبق البحث فيه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣١٤٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ, عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ, عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ, عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ, قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مُرَّةَ: يَا كَعْبُ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَاحْذَرْ, قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلَامِ, فِي سَبِيلِ اللهِ, كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» , قَالَ لَهُ: حَدِّثْنَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَاحْذَرْ, قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «ارْمُوا مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ, رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً» , قَالَ ابْنُ النَّحَّامِ: "يَا رَسُولَ اللهِ, وَمَا الدَّرَجَةُ؟ , قَالَ: «أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ, وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ»).


(١) - وفي نسخة: "النبيّ".
(٢) - "شرح السنديّ" ٦/ ٢٧.