للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فِي سَبِيلِ اللهِ) تقدّم قريبًا أن المراد به الإسلام. واللَّه تعالى أعلم (شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ) أي الذي يموت بمرض بطنه، كالاستسقاء، ونحوه (١) (فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَطعُونُ) أي الذي مات بسبب الطاعون، وهو المرض العامّ، والوباء الذي يَفسُدُ له الهواء، فتفسُد به الأَمْزِجة والأبدان. قاله ابن الأثير (٢) (فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ) المراد من ماتت في نفاسها، أي ولادتها. واللَّه تعالى أعلم (فِي سَبيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ) لم يقل شهيدة؛ لأن فعيلاً بمعنى مفعول إن تبع موصوفه لم تلحقه التاء غالبًا، كما قال ابن مالك في "الخلاصة":

وَمِنْ فَعِيلٍ كَقَتِيلٍ إِن تَبِعْ … مَوْصُوفَهُ غَالِبًا التَّا تَمْتَنِعْ

واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث عقبة بن عامر - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا-٣٦/ ٣١٦٤ - وفي "الكبرى" ٣٢/ ٤٣٧١. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣١٦٥ - (أَخْبَرَنِي (٣) عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا بَحِيرٌ, عَنْ خَالِدٍ, عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ, عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: «يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ, وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا, فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُونِ, فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ: إِخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا, وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: إِخْوَانُنَا مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مُتْنَا, فَيَقُولُ رَبُّنَا: انْظُرُوا إِلَى جِرَاحِهِمْ, فَإِنْ أَشْبَهَ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ, فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ, فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: مناسبة هذا الحديث للباب فيه بعد، كسابقه، فليُتأمّل. ورجال هذا الإسناد ستة، وقد تقدّموا قبل خمسة أبواب، غير اثنين:

١ - (ابن أبي بلال) عبد اللَّه بن أبي بلال الخزاعيّ الشاميّ، مقبول [٤].

روى عن العرباض بن سارية، وعبد اللَّه بن بُسْر. وعنه خالد بن معدان. ذكره ابن حبّان في "الثقات". روى له المصنّف، وأبو داود، والترمذيّ، وله عند المصنّف في هذا الكتاب حديث الباب فقط.

٢ - (الْعِرْبَاضُ بن سارية) بكسر العين المهملة، وسكون الراء، بعدها موحّدة،


(١) - "النهاية" ١/ ١٣٦.
(٢) - "النهاية" ٣/ ١٢٧.
(٣) - وفي نسخة: "أخبرنا".