للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الباب، فلما قدم، فرأى النمط عرفتُ الكراهة في وجهه، فجذبه، حتى هتكه، فقال: إن اللَّه لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين، قال: فقطعت منه وسادتين، فلم يَعِب ذلك عليّ". فيؤخذ منه أن الأنماط لا يكره اتخاذها لذاتها، بل لما يُصنع بها انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب

٣٣٨٧ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ, عَنْ جَابِرٍ, قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «هَلْ تَزَوَّجْتَ؟» , قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: «هَلِ اتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا؟» , قُلْتُ: وَأَنَّى لَنَا أَنْمَاطٌ؟ , قَالَ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ»).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (قتيبة) بن سعيد الثقفيّ البغلانيّ، ثقة ثبت [١٠] ١/ ١.

٢ - (سفيان) بن عيينة المكي الإمام الحجة الثبت [٨] ١/ ١.

٣ - (ابن المنكدر) هو محمد بن المنكدر بن عبد اللَّه بن الْهُدير التيمي المدنيّ، ثقة

فاضل [٣] ١٠٣/ ١٣٨.

٤ - (جابر) بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام الصحابي ابن الصحابي - رضي اللَّه تعالى عنهما - ٣١/ ٣٥. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (١٧٦) من رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن شيخه بغلاني، وسفيان مكيّ، والباقيان مدنيان. (ومنها): أن فيه جابرًا من المكثرين السبعة روى (١٥٤٠) حديثًا. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ جَابِر) بن عبد اللَّه - رضي اللَّه تعالى عنهما -، أنه (قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "هَلْ تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ) - صلى اللَّه عليه وسلم - (هَلِ اتَّخَذتُمْ أَنْمَاطًا؟) بفتح الهمزة: جمع نَمَط - بفتح النون والميم: وهو ظهارة الفراش. وقيل: ظهر الفراش، وُيطلق أيضًا على بساط لطيف، له خَملٌ، يُجعل على الْهَوْدجِ، وقد يُجعل سترًا، ومنه حديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - عند مسلم: "فأخذت نَمَطًا، فسترته على الباب … " الحديث، والمراد في حديث جابر - رضي اللَّه عنه - هو النوع الأول. قاله النوويّ (٢).


(١) " "فتح" ١٠/ ٢٨١ "كتاب النكاح".
(٢) "شرح مسلم" ١٤/ ٢٨٤ - ٢٨٥.