للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فاطمة، وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم.

وقوله (قَالَ: أَبو عَبْد الرَّحْمَنِ: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ، عَنْ عَبْدَةَ) الظاهر أن هذا محلّه بعد الحديث التالي، كما هو صنيعه في "الكبرى" ٥/ ٢٨٤ - ، والمعنى أن رواية عبدة بن سليمان لهذا الحديث بالطريقين المذكررين صحيحة، فيكون هشام بن عروة رواه عن عوف بن الحارث، عن رُميثة، عن أم سلمة - رضي اللَّه تعالى عنها -. وعن أبيه، عن عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، فكلا الطريقين صحيحان. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٤٠٢ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ, عَنْ أَبِيهِ,, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: "كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ, يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وقع في بعض النسخ: "حدثنا هاشم بن عبد اللَّه"، وهو غلطٌ فاحش، والصواب ما في بعض النسخ: "هشام، عن أبيه"، وفي بعضها، وهو الذي في "الكبرى": "حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه"، فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.

ورجال الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. والحديث صحيح، وقد سبق تمام البحث فيه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٤٠٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ, عَنْ عَبْدَةَ, عَنْ هِشَامٍ, عَنْ صَالِحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هُدَيْرٍ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَأَنَا مَعَهُ, فَقُمْتُ, فَأَجَفْتُ الْبَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ, فَلَمَّا رُفِّهَ عَنْهُ, قَالَ لِي: «يَا عَائِشَةُ, إِنَّ جِبْرِيلَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وقع أيضًا في هذا السند خطأ فاحش، ونصّه: "عن هاشم"، والصواب ما في بعض النسخ، و"الكبرى"، ولفظه: "عن هشام"، وهو هشام بن عروة الذي روى عنه عبدة في الأسانيد السابقة. فتبّه.

و"صالح بن ربيعة بن هُدير" التيميّ المدنيّ، مقبول [٤].

روى عن عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، وعنه هشام بن عروة. ذكره ابن حبان في "الثقات"، تفرّد به المصنّف، وله عنده هذا الحديث فقط. واللَّه تعالى أعلم.

وقولها: "فأجفتُ الباب" من الإجافة، وهو الرّدّ، يقال: أجَفْتُ البابَ: أي رددته، قال الشاعر [من الطويل]:


(١) "فتح" ٧/ ٤٧٧ - ٤٨١.