للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

امْرَأَتِي, أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ , قَالَ: لَا, بَلْ تَعْتَزِلُهَا, وَلَا تَقْرَبْهَا, فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي: الْحَقِي بِأَهْلِكِ, فَكُونِي فِيهِمْ, حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, فَلَحِقَتْ بِهِمْ, خَالَفَهُ مَعْمَرٌ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد بن معدان بن عيسى": هو الْحَرَّانيّ، ثقة [٢] ١٦/ ٦٤٩ من أفراد المصنّف.

و"الحسن بن أعين": هو الحسن بن محمد بن أعين -نسب لجدّه- أبو عليّ الحرّانيّ، ولد أخي موسى بن أعين الماضي قبل حديث، صدوقٌ [٩] ١٦/ ٦٤٩.

و"مَعْقِل": هو ابن عُبيد اللَّه، أبو عبد اللَّه العبْسيّ، مولاهم الْجَزَريّ، صدوقٌ يُخطىء [٨] ٣٨/ ٩٤٠.

وقوله: "إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - … " يحتمل كسر همزة "إنّ" على أن المعنى أسل إلينا هذا الكلام، ويحتمل فتحها على أن يكون المصدر المؤول مفعولاً به لقوله: "أرسل".

والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق بيانه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله: "خالفه معمر" يعني أنه خالف معمرُ بن راشد مَعقِلَ بنَ عُبيد اللَّه في إسناد هذا الحديث، وذلك لأنه جعله عن الزهريّ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه كعب - رضي اللَّه عنه -. ثم ذكر رواية معمر التي أشار إليها بقوله:

٣٤٥٣ - (أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ -وَهُوَ ابْنُ ثَوْرٍ- عَنْ مَعْمَرٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ فِي حَدِيثِهِ: إِذَا رَسُولٌ مِنَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَدْ أَتَانِي, فَقَالَ: اعْتَزِلِ امْرَأَتَكَ, فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا؟ قَالَ: لَا, وَلَكِنْ لَا تَقْرَبْهَا, وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ: الْحَقِي بِأَهْلِكِ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد بن عبد الأعلى": هو الصنعانيّ البصريّ.

و"محمد بن ثور": هو أبو عبد اللَّه الصنعانيّ العابد الثقة [٩] ١٠٢/ ٢٠٣٥.

و"معمر": هو ابن راشد الصنعاني الحجة الثبت المشهور. و"عبد الرحمن بن كعب بن مالك": هو الأنصاريّ، أبو الخطاب المدنيّ، ثقة، من كبار التابعين، ويقال: ولد في عهد النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، مات في خلافة سليمان بن عبد الملك ٣٨/ ٧٣١.

وقد تقدم أن هذه الاختلافات على الزهريّ لا تضرّ بصحة الحديث، فقد أخرج معظم هذه الطرق الشيخان، في "صحيحيهما". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".