للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "قال أمير المؤمنين عبد الملك": هو ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص. وقوله: "بكفر، أم بذنب؟ " يعني أن عقابهم هذا أكان بسبب كفرهم، أم بسبب ذنبهم. وقوله: "بكفر": أي كان العقاب بسبب كفرهم، وارتدادهم عن الإسلام، وفي رواية البخاريّ: قال أبو قلابة: "فهؤلاء سرقوا، وقتلوا، وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا اللَّه ورسوله".

والحديث صحيح، وقد تقدّم في "الطهارة" ١٩١/ ٣٠٦ سندًا ومتنًا، ومضى شرحه، وبيان مسائله هناك، وقد رجح المصنّف هناك رواية يحيى بن أيوب، ومعاوية بن صالح المرسلة الآتية في الرواية التالية على هذه الرواية، لكن الذي يظهر أن رواية طلحة الموصولة هذه أرجح؛ لأنها زيادة من ثقة حافظ، كما عرفت. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٠٣٧ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ, قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ, وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ, عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, قَالَ: قَدِمَ نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ, عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَسْلَمُوا, ثُمَّ مَرِضُوا, فَبَعَثَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - إِلَى لِقَاحٍ؛ لِيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا, فَكَانُوا فِيهَا, ثُمَّ عَمَدُوا إِلَى الرَّاعِي, غُلَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَتَلُوهُ, وَاسْتَاقُوا اللِّقَاحَ, فَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: «اللَّهُمَّ عَطِّشَ مَنْ عَطَّشَ آلَ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ» , فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي طَلَبِهِمْ, فَأُخِذُوا, فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ, وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ, إِلاَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ-: اسْتَاقُوا إِلَى أَرْضِ الشِّرْكِ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "يحيى بن أيوب": هو الغافقيّ، أبو العبّاس المصريّ، صدوقٌ ربما أخطأ [٧] ٦٠/ ١٧٧١.

و"معاوية بن صالح" هو الحضرميّ المصريّ، قاضي الأندلس، صدوقٌ له أوهام [٧] ٥٠/ ٦٢.

وقوله: "ثمّ عَمَدوا إلى الراعي" بفتح الميم، من باب ضرب-: أي قصدوا إليه.

وقوله: "غلام رسول اللَّه - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم -" بالجرّ بدل من "الراعي"، واسم الراعي يسار بالياء التحتانيّة، والسين المهملة.

وقوله: "فزعموا الخ" أي قالوا، لأن الزعم يُطلق على القول الحقّ، وإن كان أكثر استعماله للباطل، كما في قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} الآية [التغابن: ٧].

وقوله: "عطّش" بتشديد الطاء المهملة، في الموضعين، من التعطيش.