للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جدًّا.

وحاصله أن يُجمع بين حديث: "لا فرع، ولا عَتيرة" وأحاديث الأمر بالفرع والعتيرة، بأن الأمر للندب، والنفي محمول عَلَى نفي الوجوب، أو أن النفي محمول عَلَى الْفَرَع والعتيرة التي كانت عَلَى صفة الجاهليّة، منْ ذبحها تقرّبًا لآلهتهم، وأما أحاديث الجواز فمحول عَلَى ما كَانَ لله تعالى، وأما دعوى النسخ، أو الترجيح، فمما لا يُلتفت إليه؛ إذهما لا يُصار إليهما إلا عند تعذر الجمع بين النصوص، وأيضًا لابدّ فِي النسخ منْ علم تأخّر المدّعَى أنه ناسخٌ، ولا يوجد هنا.

والحاصل أن القول بمشروعيّة الْفَرَع والعتيرة هو الحقّ. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٢٢٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَسُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَحَدُهُمَا: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْفَرَعِ وَالْعَتِيرَةِ"، وَقَالَ الآخَرُ: "لَا فَرَعَ، وَلَا عَتِيرَةَ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "أبو داود": هو سليمان بن داود الطيالسيّ. و"معمر": هو ابن راشد. و"سفيان": هو ابن حُسين، أبو محمد، أو أبو الحسن الواسطيّ، ثقة فِي غير الزهريّ باتّفاقهم [٧] ٤١/ ١٧١٦.

وقوله: "حدَّثْتُ أبا إسحاق" ببناء الفعل للفاعل، و"أبا إسحاق" بالنصب مفعوله.

والحديث متَّفقٌ عليه بلفظ: "لا فَرَعَ، ولا عَتِيرَةَ"، وأما بصيغة النهي، فضعيف، لجهالة منْ رواه بها، حيث قَالَ: "قَالَ أحدهما"، ولم يُبيّن منْ هو؟، فيحتمل أن يكون معمرًا، فيصحّ، وأن يكون سفيان بن حسين، فلا يصحّ؛ لاتّفاقهم عَلَى ضعفه فِي الزهريّ، والذي يميل إليه القلب أنها منْ رواية سفيان؛ لأن رواية معمر أخرجها الشيخان، وغيرهما بلفظ: "لا فرع، ولا عتيرة"، فالظاهر أن رواية المصنّف مثل روايتهم. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٢٢٦ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ -وَهُوَ ابْنُ مُعَاذٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَمْلَةَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مِخْنَفُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ وُقُوفٌ مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ، فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً وَعَتِيرَةً"، قَالَ مُعَاذٌ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَعْتِرُ، أَبْصَرَتْهُ عَيْنِي فِي رَجَبٍ).

رجال هَذَا الإسناد: خمسة:

١ - (عمرو بن زُرارة) الكلابيّ، أبو محمد النيسابوريّ، ثقة ثبت [١٠] ٧/ ٣٦٨.