للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المديني: منكر الْحَدِيث، وضعفه. وَقَالَ غير واحد، عن ابن معين: ليس بشيء.

قَالَ عثمان الدارمي: أرجو أنه ليس كما قَالَ، فإن يحيى بن حمزة، رَوَى عنه أحاديث حسانا، كأنها مستقيمة، وَقَالَ البغوي: سمعت أحمد بن حنبل، سُئل عن حديث الصدقات، الذي يرويه يحيى بن حمزة، أصحيح هو؟ فَقَالَ: أرجو أن يكون صحيحا. وَقَالَ ابن عدي: للحديث أصل فِي بعض ما رواه معمر، عن الزهريّ، لكنه أفسد إسناده، ورواه سليمان بن داود هَذَا، فجوّد الإسناد. وَقَالَ يعقوب بن سفيان: لا أعلم فِي جميع الكتب أصح منْ كتاب عمرو بن حزم. وَقَالَ ابن حبّان: سليمان بن داود الخولاني، منْ أهل دمشق، ثقة مأمون، وسليمان بن داود اليمامي، لا شيء، وجميعا يرويان عن الزهريّ.

وَقَالَ البيهقي: وَقَدْ أثنى عَلَى سليمان بن داود أبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد، وجماعة منْ الحفاظ، ورأوا هَذَا الْحَدِيث الذي رواه فِي الصدقات، موصول الإسناد حسنًا. قَالَ الحافظ: أما سليمان بن داود الخولاني، فلا ريب فِي أنه صدوقٌ، لكن الشبهة دخلت عَلَى حديث الصدقات، منْ جهة أن الحكم بن موسى غلط، فِي اسم والد سليمان، فَقَالَ: سليمان بن داود، وإنما هو سليمان بن أرقم، فمن أخذ بهذا ضَعَّفَ الْحَدِيث، ولاسيما مع قول منْ قَالَ: إنه قرأ كذلك فِي أصل يحيى بن حمزة، فقد قَالَ صالح جزرة: نظرت فِي أصل كتاب يحيى بن حمزة حديثَ عمرو بن حزم، فِي الصدقات، فإذا هو عن سليمان بن أرقم، قَالَ صالح: كتب عنّي مسلم بن الحجاج هَذَا الكلام. وَقَالَ الحافظ أبو عبد الله بن مندهْ: قرأت فِي كتاب يحيى بن حمزة بخطه، عن سليمان بن أرقم، عن الزهري.

وأما منْ صححه، فأخذوه عَلَى ظاهره، فِي أنه سليمان بن داود، وقَوِيَ عندهم أيضا بالمرسل الذي رواه معمر، عن الزهريّ، والله أعلم. وذكر ابن حبّان أن أبا اليمان، روى عن شعيب، عن الزهريّ بعض الْحَدِيث. انتهى. تفرّد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط، وكذلك أبو داود فِي "المراسيل".

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: سيأتي تمام البحث فِي هَذَا الْحَدِيث فِي المسألة الأولى، إن شاء الله تعالى.

٥ - (الزهريّ) محمد بن مسلم الإمام الحجة المشهور [٤] ١/ ١.

٦ - (أَبو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ) الأنصاريّ النّجّاريّ -بالنون، والجيم- المدنيّ القاضي، اسمه كنيته، وقيل: إنه يُكنى أبا محمد، ثقة عابدٌ [٥] مات سنة (١٢٠هـ) وقيل: غير ذلك تقدم فِي ١١٨/ ١٦٣.