للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مروان، زاد الإسماعيلي: "ومروان يومئذ عَلَى المدينة". انتهى. ومروان إنما كَانَ أميرا عَلَى المدينة فِي خلافة معاوية، ولم يكن الوليد حينئذ بالمدينة؛ لأنه لما قُتِل عثمان تحول إلى الجزيرة، فسكنها حَتَّى مات فِي خلافة معاوية، ولم يحضر شيئا منْ الحروب التي كانت بين علي ومن خالفه، وأيضا فلم يكن الوليد يومئذ شابا، بل كَانَ فِي عشر الخمسين، فلعله كَانَ فيه: فأقبل ابن للوليد بن عقبة فيتجه، وروى عبد الرزاق حديث الباب، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، فَقَالَ فيه: "إذ جاء شاب"، ولم يسمه أيضا، وعن معمر، عن زيد بن أسلم، وَقَالَ فيه: "فذهب ذو قرابة لمروان"، ومن طريق أبي العلاء فيه عن أبي سعيد: "فَقَالَ فيه مَرَّ رجل بين يديه منْ بني مروان"، وللنسائي منْ وجه آخر: "فمر ابن لمروان" وسماه عبد الرزاق منْ طريق سليمان بن موسى: "داود بن مروان"، ولفظه: "أراد داود بن مروان، أن يمر بين يدي أبي سعيد، ومروان يومئذ أمير المدينة"، فذكر الْحَدِيث، وبذلك جزم ابن الجوزي، ومن تبعه فِي تسمية المبهم الذي فِي "الصحيح" بأنه داود بن مروان.

قَالَ الحافظ: وفيه نظر؛ لأن فيه أنه منْ بني أبي معيط، وليس مروان منْ بنيه، بل أبو معيط ابن عم والد مروان؛ لأنه أبو معيط بن أبي عمرو بن أمية، ووالد مروان هو الحكم ابن أبي العاص بن أمية، وليست أم داود، ولا أم مروان، ولا أم الحكم منْ ولد أبي معيط، فيحتمل أن يكون داود نُسب إلى أبي معيط منْ جهة الرضاعة، أو لكون جده لأمه عثمان بن عفان، كَانَ أخا للوليد بن عقبة بن أبي معيط لأمه، فنُسب داود إليه مجازا، وفيه بُعْدٌ، والأقرب أن تكون الواقعه تعددت لأبي سعيد مع غير واحد، ففي مصنف ابن أبي شيبة منْ وجه آخر، عن أبي سعيد، فِي هذه القصة: "فأراد عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام أن يمر بين يديه"، الْحَدِيث، وعبد الرحمن مخزومي، ما له منْ أبي معيط نسبة. والله أعلم. انتهى "فتح" ٢/ ١٦٥ - ١٦٦.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: الحاصل أن الأولى الحمل عَلَى تعدّد الواقعة. والله تعالى أعلم.

(فَدَرَأَهُ) أي دفعه أبو سعيد (فَلَمْ يَرْجِعْ) أي منْ المرور، بل استمرّ عليه؛ لأنه لم يجد ممرًّا غير ذلك الموضع، وفي رواية البخاريّ: "فلم يجد مساغًا"، فنال منْ أبي سعيد" (فَضَرَبَهُ) أي ضرب أبو سعيد ذلك الولد (فَخَرَجَ الْغُلَامُ يَبْكِي، حَتَّى أَتَى مَرْوَانَ) ابن الحكم (فَأَخْبَرَهُ) أي بما فعل به أبو سعيد، منْ الضرب، وفي رواية البخاريّ: "ثم دخل عَلَى مروان، فشكا إليه ما لقِي منْ أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه عَلَى مروان، فَقَالَ: ما لك، ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ " (فَقَالَ مَرْوَانُ لأَبِي سَعِيدٍ) -رضي الله عنه- (لِمَ ضَرَبْتَ