للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَقَالَ الطحاوي: جائز أن يسمع ابن شهاب هَذَا الْحَدِيث، منْ عبد الله بن صفوان بن أمية، عن أبيه، ومن صفوان بن عبد الله، عن جده، وذلك غير مستنكر لابن شهاب، فِي أحاديثه عن غير هذين، ممن يحدث عنه، وغير مستنكر سماعه منْ عبد الله بن صفوان، لأن عبد الله بن صفوان قُتل مع عبد الله بن الزبير، فِي اليوم الذي قتل فيه، منْ سنة ثلاث وسبعين، قَالَ: والزهري يومئذ سِنُّهُ أربع عشرة سنة؛ لأن مولده كَانَ فِي السنة التي قُتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهي سنة إحدى وستين.

قَالَ: فإن قَالَ قائل: قد يجوز أن يكون عبد الله بن صفوان هَذَا، هو عبد الله بن صفوان بن عبد الله، قيل له: ما نعلم لصفوان بن عبد الله، ابنا أُخذ عنه شيء منْ العلم، وإنما عبد الله بن صفوان هَذَا، هو عبد الله بن صفوان بن أمية.

قَالَ أبو عمر: قد روى هَذَا الْحَدِيث عطاء، وطاوس، عن صفوان بن أمية، ورواه حماد بن سلمة، عن قتادة، وقيس بن سعد، وحبيب المعلم، وحميد بن قيس، كلهم عن عطاء، ورواه حماد أيضا، عن عمرو بن دينار، عن طاوس جميعا، عن صفوان بن أمية، أنه كَانَ نائما فِي المسجد، تحت رأسه خميصة، فجاء لصّ، فانتزعها منْ تحت رأسه، وذكر الْحَدِيث، ولم يسمعه عطاء منْ صفوان بن أمية؛ لأن شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، روياه عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن المرقع، عن صفوان بن أمية، أن رجلا سرق برده، فرفعه إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأمر بقطعه، فَقَالَ: يا رسول الله، قد تجاوزت عنه، قَالَ: "أفلا قبل أن تأتيني به أبا وهب"، فقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أخبرناه عبد الله بن محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد، قالا: حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك، قَالَ: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قَالَ: حدثنا أبي، قَالَ: حدثنا محمد بن جعفر، قَالَ: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن عطاء، عن طارق بن المرقع، عن صفوان بن أمية … فذكره حرفا بحرف.

وذكره النسائيّ عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بإسناده مثله سواء.

وأخبرنا قاسم بن محمد، قَالَ: حدثنا خالد بن سعد، قَالَ: حدثنا أحمد بن عمرو، قَالَ: حدثنا محد بن سنجر، قَالَ: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قَالَ: حدثنا وهب، عن عطاء، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن صفوان، أنه قيل له: إنه لا يدخل الجنة إلا منْ قد هاجر، فَقَالَ: لا أترك (١) منزلي، حَتَّى آتي النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأتاه برجل، فَقَالَ: يا رسول والله، إن هَذَا سرق خميصة لي، والرجل معه، فأمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بقطعه، فَقَالَ: يا رسول


(١) هكذا النسخة "لا أترك" بـ"لا" النافية، والظاهر أنه "لأترك" بلام الابتداء، فليُحرّر.