للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأشرب منه، فتُقَرقِر بطني، قَالَ: لا تشرب منه، وإن كَانَ أحلى منْ العسل"، وسيأتي للنسائيّ فِي "كتاب الأشربة، منْ طريق قرة، عن أبي جمرة، قَالَ: قلت لابن عباس إن جدّةً لي تنتبذ نبيذًا فِي جر، أشربه حلوا، إن أكثرت منه، فجالست القوم، خشيت أن أَفتضح، فَقَالَ: قدم وفد عبد القيس … " الْحَدِيث. فلما كَانَ أبو جمرة منْ عبد القيس، وكان حديثهم، يشتمل عَلَى النهى عن الانتباذ فِي الجرار، ناسب أن يذكره له.

قَالَ الحافظ: وفي هَذَا دليل عَلَى أن ابن عباس، لم يبلغه نسخ تحريم الانتباذ فِي الجرار، وهو ثابت منْ حديث بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- عند مسلم وغيره. قَالَ القرطبيّ: فيه دليل عَلَى أن للمفتى أن يذكر الدليل مستغنيا به، عن التنصيص عَلَى جواب الفتيا، إذا كَانَ السائل بصيرا بموضع الحجة. انتهى "فتح" ١/ ١٧٧ - ١٧٨.

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ) رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيسِ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى: الوفد: الجماعة المختارة للتقدم، فِي لُقِيّ العظماء، واحدهم وافد، قَالَ: ووفد عبد القيس المذكورون، كانوا أربعة عشر راكبا، كبيرهم الأشج، ذكره صاحب "التحرير، فِي شرح مسلم"، وسَمَّى منهم المنذر بن عائذ، وهو الأشج المذكور، ومنقذ بن حبّان، ومزيدة بن مالك، وعمرو بن مرحوم، والحارث بن شعيب، وعبيدة بن همام، والحارث بن جندب، وصُحَار بن العبّاس -وهو بصاد مضمومة، وحاء مهملتين- قَالَ: ولم نعثر بعد طول التتبع عَلَى أسماء الباقين.

قَالَ الحافظ: قد ذكر ابن سعد منهم عقبة بن جروة، وفي "سنن أبي داود": قيس بن النعمان العبدي، وذكره الخطيب أيضًا فِي "المبهمات"، وفي "مسند البزار"، و"تاريخ ابن أبي خيثمة": الجهم بن قثم، ووقع ذكره فِي "صحيح مسلم" أيضًا، لكن لم يسمه، وفي "مسندى أحمد، وابن أبي شيبة": الرستم العبدي، وفي "المعرفة" لأبي نعيم: جويرية العبدي، وفي "الأدب للبخاري": الزارع بن عامر العبدي، فهؤلاء الستة الباقون منْ العدد، وما ذَكَر منْ أن الوفد كانوا أربعة عشر راكبا، لم يذكر دليله.

وفي "المعرفة" لابن منده، منْ طريق هود العَصَري -وهو بعين وصاد، مهملتين مفتوحتين- نسبة إلى عَصَر، بطن منْ عبد القيس، عن جده لأمه، مزيدة، قَالَ: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يحدث أصحابه، إذ قَالَ لهم: "سيطلع لكم منْ هَذَا الوجه رَكْبٌ، هم خير أهل المشرق"، فقام عمر: فلقى ثلاثة عشر راكبا، فرحّب، وقَرّب، وَقَالَ: منْ القوم؟ قالوا: وفد عبد القيس. فيمكن أن يكون أحد المذكورين، كَانَ غير راكب، أو مرتدفا.

وأما ما رواه الدولابي وغيره، منْ طريق أبي خَيْرة -بفتح الخاء المعجمة، وسكون