للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المثناة التحتانية، وبعد الراء هاء- الصُّبَاحي -وهو بضم الصاد المهملة، بعدها موحدة خفيفة، وبعد الألف حاء مهملة-: نسبة إلى صُبَاح، بطن منْ عبد القيس- قَالَ: كنت فِي الوفد الذين أتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منْ وفد عبد القيس، وكنا أربعين رجلا، فنهانا عن الدباء، والنقير … الْحَدِيث، فيمكن أن يجمع بينه وبين الرواية الأخرى، بأن الثلاثة عشر، كانوا رؤوس الوفد، ولهذا كانوا ركبانا، وكان الباقون أتباعا.

وَقَدْ وقع فِي جملة الأخبار، ذكر جماعة منْ عبد القيس، زيادة عَلَى منْ سميته هنا، منهم: أخو الزارع، واسمه مطر، وابن أخته، ولم يُسَمَّ، وروى ذلك البغوي فِي "معجمه"، ومنهم: مُشَمْرِج السعدي، روى حديثه ابن السكن، وأنه قدم مع وفد عبد القيس، ومنهم: جابر بن الحارث، وخزيمة بن عبد بن عمرو، وهمام بن ربيعة، وجارية -أوله جيم- ابن جابر، ذكرهم ابن شاهين، فِي "معجمه"، ومنهم: نوح بن مخلد، جد أبي جمرة، وكذا أبو خيرة الصباحي، كما تقدّم.

قَالَ: وإنما أطلت فِي هَذَا الفصل؛ لقول صاحب "التحرير": إنه لم يَظفَر بعد طول التتبع، إلا بما ذكرهم. انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى "فتح" ١/ ١٧٨.

(فَقَالُوا: إِنَّا هَذَا الْحَيَّ) هي "إنّ"، واسمها، وهو "نا" ضمير المتكلّمين، "وهذا الحيَّ" منصوب عَلَى الاختصاص، أي أخصّ هَذَا الحيَّ، والحيّ: هو اسم لمنزل القبيلة، ثم سميت القبيلة به؛ لأن بعضهم يحيا ببعض. وقوله: (مِن رَبيعَةَ) خبر "إنّ": أي نحن منْ قبيلة ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. زاد فِي رواية الشيخين: "مرحبًا بالقوم، غير خزايا، ولا ندامى".

وقوله: "مرحبا": منصوب بفعل مضمر: أي صادفت رُحْبا -بضم الراء-: أي سعة، والرحب -بالفتح- الشيء الواسع، وَقَدْ يزيدون معها "أهلا": أي وجدت أهلا، فاستأنس، وأفاد العسكري: أن أول منْ قَالَ: مرحبا سيف بن ذي يزن، وفيه دليل عَلَى استحباب تأنيس القادم، وَقَدْ تكرر ذلك منْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ففي حديث أم هانيء: "مرحبا بأم هانيء"، وفي قصة عكرمة بن أبي جهل "مرحبا بالراكب المهاجر"، وفي قصة فاطمة: "مرحبا بابنتي"، وكلها صحيحة. وأخرج النسائيّ منْ حديث عاصم بن بشير الحارثي، عن أبيه، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ له، لما دخل، فسلم عليه: "مرحبا وعليك السلام".

وقوله: "غير خزايا" بنصب "غير" عَلَى الحال، ورُوي بالكسر عَلَى الصفة، والمعروف الأول، قاله النوويّ، ويؤيده رواية البخاريّ، فِي "الأدب" منْ طريق أبي التياح، عن أبي جمرة: "مرحبا بالوفد الذين جاءوا، غير خزايا، ولا ندامى".