للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (أبوه) شعيب بن محمد الطائفيّ، صدوقٌ [٣] ١٠٥/ ١٤٠.

٦ - (جدّه) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما ٨٩/ ١١١. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، عن جدّه، وتابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ) شعيب بن محمد (عَنْ جَدِّهِ) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، نَهَى عَنْ نَتْفِ) بفتح، فسكون: مصدر نتف الشعر، منْ باب ضرب: إذا نزعه، أي نهى عن نزع (الشَّيْبِ) أي الشعر الأبيض، يقال: شاب يشيب شيباً، وشَيبةً، فالرجل أشيب، عَلَى غير قياس، والجمع شِيبٌ بالكسر، وشيبان مشتقّ منْ ذلك، وبه سُمّي، ولا يقال: امرأة شيباء، وإن قيل: شاب رأسها، والمشيب: الدخول فِي حدّ الشَّيْب، وَقَدْ يُستعمل المشيب بمعنى الشيب، وهو ابيِضَاض الشعر المسَوَّد. قاله فِي "المصباح".

والحديث مختصر، وَقَدْ رواه أبو داود فِي "سننه"، فَقَالَ: حدّثنا مسدّد، أخبرنا يحيى ح وأخبرنا مسدّد، قَالَ: أخبرنا سفيان -المعنى- عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنتفوا الشيب، ما منْ مسلم يشيب شيبة فِي الإسلام -قَالَ عن سفيان-: إلا كانت له نورا يوم القيامة"- وَقَالَ فِي حديث يحيى: "إلا كتب الله له بها حسنة، وحَطَّ عنه بها خطيئة".

[فإن قيل]: إذا كَانَ حال الشيب كذلك، فلم شُرع ستره بالخضاب؟.

[قيل]: ذلك لمصلحة اخرى دينيّة، وهو إرغام الأعداء، وإظهار الجلادة لهم. وَقَالَ ابن العربيّ: إنما نُهي عن النتف، دون الخضب؛ لأن فيه تغيير الخلقة منْ أصلها، بخلاف الخضب، فإنه لا يغيّر الخلقة عَلَى الناظر إليه. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله نعالى عنه: هكذا قالوا، وعندي أن الأودى أن يُعلّل بأن فيه مصلحةً دينيّة، وهي مخالفة اليهود والنصارى، كما أمره النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فهذا أولى ما يُعلّل به تغيير الشيب، مع أنه نور يوم القيامة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.