للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اشْتَرَكَ الأئِمَّةُ الْهُدَاةُ … ذَوُو الأُصُولِ السِّتَّةِ الْوُعَاةُ

فِي تِسْعَةٍ مِنَ الشُّيُوخِ الْمَهَرَهْ … الْحَافِظِين النَّاقِدِينَ الْبَرَرَه

أُولَئِكَ الأَشَجُّ وابْنُ مَعْمَرِ … نَصْرٌ وَيَعْقُوبُ وَعَمْرٌو السَّرِي

وَابْنُ الْعَلَاءِ وَابْنُ بشَّارٍ كَذَا … ابْنُ الْمُثَنَّى وَزِيَادٌ يُحْتَذَى

وَقَدْ تقدّم بيان هَذَا كله غير مرّة، وإنما أعدته تنبيهاً، وتذكيرًا لطول العهد به. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ سِمَاكٍ) بن حرب، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ) رضي الله تعالى عنهما (سُئِلَ) بالبناء للمفعول، والجملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال منْ المفعول (عَنْ شَيْبِ) بفتح، فسكون-: أي بياض شعر (رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟، قَالَ) جابر -رضي الله عنه- (كَانَ) -صلى الله عليه وسلم- (إِذَا ادَّهَنَ رَأْسَهُ) بالبناء للفاعل، وهو بتشديد الدال، افتعال منْ الدهن، والظاهر أن "رأسه" منصوب بنزع الخافظ؛ لأن "ادّهن" مشدّد الدال لازم، كما فِي "اللسان" وغيره، وفي رواية مسلم: "إذا دَهَن" بتخفيف الدال، وعليه فـ"رأسه" منصوب عَلَى المفعوليّة، والمعنى: أنه إذا اطّلَى بالدهن (لَمْ يُرَ مِنْهُ) ببناء الفعل للمفعول، يعني أنه لم يُر شيب -صلى الله عليه وسلم-، ولمسلم: "لم يُر منه شيء" (وَإِذَا لَمْ يُدَّهَنْ) بتشديد الدال، والبناء للفاعل أيضًا (رُئِيَ مِنْهُ) بالبناء للمفعول: أي رئي منه -صلى الله عليه وسلم- الشيب. وفي رواية لمسلم: "إذا ادّهن لم يتبيّن، وإذا شَعِثَ تَبيّن"، قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: يعني أنه كَانَ إذا تطيّب بطيب يكون فيه دُهنٌ، فيه صُفرة خفي لونه، وهذه هي الصفرة التي رأى عليه ابن عمر، وأبو رِمْثة -رضي الله عنهم-. انتهى "المفهم" ٦/ ١٣٤. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث حابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما هَذَا أخرجه مسلم.

[فإن قلت]: فِي سنده سماك بن حرب، وَقَدْ تقدّم أنه تغيّر فِي آخره، فكيف يصحّ حديثه؟.

[قلت]: هَذَا الْحَدِيث منْ رواية منْ رَوَى عنه قبل اختلاطه، وهو شعبة، فقد قَالَ فِي "تهذيب التهذيب" -٢/ ١١٥ - : منْ سمع منه قديماً، مثلُ شعبة، وسفيان، فحديثه عنه صحيح، مستقيم. انتهى. والله تعالى أعلم.