للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٨ - (أُخت حُذيفة) هي فاطمة بنت اليمان، وهو حُسيل، ويقال: حِسْل بن جابر بن أسيد ابن عمرو بن مالك العبسيّة، روت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنها دخلت عليه تعوده فِي نسوة، فإذا سقاء معلّق، يَقطُر ماؤه عليه، منْ شدّة ما يجد منْ حرّ الْحُمّى، وفيه "إن أشدّ النَّاس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم"، رَوَى عنها ابن أخيها أبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان، وروى ربعيّ بن حِراش، عن امرأته، عنها، قَالَ ابن سعد: أسلمت، وبايعت. وَقَالَ منصور، عن ربعيّ حِراش، قلت لمجاهد: حدثني ربعيّ، عن امرأة، عن أخت حذيفة، وكانت له أخوات، قد أدركن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ منصورٌ: فذكرت لمجاهد، فَقَالَ: قد أدركتهنّ … الْحَدِيث فِي ذمّ التحلّي بالذهب. أفاده فِي "الإصابة" ١٣/ ٨٨. وفي "التقريب": فاطمة بنت اليمان العبسيّة أخت حذيفة صحابيّة لها حديث، ويقال: اسمها خولة. انتهى. تفرد بها المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ رِبْعِيٍّ) بن حِراش (عَنِ امْرَأَتِهِ) لم يُعرف اسمها، كما سبق آنفاً (عَنْ أُخْتِ حُذَيْفَةَ) هي فاطمة بنت اليمان رضي الله تعالى عنهما، أنها (قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ) "المعشر" -بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الشين المعجمة: الجماعة منْ النَّاس، والجمع معاشر: أي جماعة النِّساء (أَمَا) بفتح الهمزة، وتخفيف الميم: أداة استفتاح، وتنبيه، مثلُ "ألا"، قَالَ فِي "اللسان": معناهما حقًّا، وَقَالَ فِي موضع آخر: "وأما" مخفّفٌ، تحقيقٌ للكلام الذي يتلوه، تقول: أما إنّ زيدًا عاقلٌ، يعني أنه عاقل عَلَى الحقيقة، لا عَلَى المجاز، وتقول: أَمَا والله قد ضرب زيدٌ عمرًا. انتهى (لَكُنَّ) بفتح اللام، وهي لام الجرّ دخلت عَلَى ضمير المخاطبات (فِي الْفِضَّةِ مَا تَحَلَّيْنَ) بفتح التاء الفوقية، أصله تتحلّين، حُذفت منه إحدى التاءين تخفيفًا، كقوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ} الآية [القدر: ٤]، وقوله: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} [عبس: ٦]، قَالَ فِي "الخلاصة":

وَمَا بِتَاءَيْنِ ابْتُدِي قَدْ يُقْتَصَرْ … فِيهِ عَلَى تَا كَتَبَيَّنُ الْعِبَرْ

ثم إن فيه حذف العائد إلى الموصول، أي تتحلّين به، والمعنى: ما تتّخذنه حلية لكنّ.

(أَمَا) هي أداة استفتاح مثل سابقتها (إِنَّهُ) جوّز سيبويه كسر همزة "إنّ"، وفتحها بعد "أما"، و"ألا"، كما نقله ابن منظور عنه فِي "اللسان". والضمير للشأن: أي إن الشأن والحال (لَيْسَ مِنِ) زائدة، وقوله (امْرَأةٍ) اسم "ليس" مجرور لفظًا، مرفوعٌ