للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ) جملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال (وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِخْصَرَةٌ) بكسر الميم، وسكون الخاء المعجمة، وفتح الصاد المهملة: ما يَختصره الإنسان بيده، فيُمسكه منْ عصاً، أو عُكّازة، أو مِقْرَعة، أو قضيب، وَقَدْ يتّكيء عليه. أفاده فِي "النهاية" ٢/ ٣٦. وَقَالَ الفيّوميّ: المِخْصرة بكسر الميم: قَضِيبٌ، أو عَنَزَةٌ، ونحوه يُشير به الخَطيب إذا خاطب النَّاس. انتهى. (أَوْ) للشكّ منْ بعض الرواة (جَرِيدَةٌ) بفتح الجيم، وكسر الراء: فعيلة بمعنى مفعولة، واحد الْجَرِيد، وهو سَعَفُ النخل، وإنما تُسَمّى جَرِيدةً: إذا جُرِدَ عنها خُصُها. أفاده فِي "المصباح" (فَضَرَبَ بِهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِصْبَعَهُ) بكسر، فسكون، أفصح منْ غيره، إذ فيها عشر لغات: تثليث الهمزة، مع تثليث الباء الموحّدة، والعاشرة: أُصبُوع بوزن أُسْبُوع (فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟) أي أيّ شيء منْ الذنب حصل لي، حَتَّى أستحقّ الضرب؟ (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (أَلَا تَطْرَحُ هَذَا الَّذِي فِي إِصْبَعِكَ) يعني خاتم الذهب (فَأَخَذَهُ الرَّجُلُ، فَرَمَى بِهِ، فَرَآهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ ذَلِكَ) أي بعد رميه الخاتم (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (مَا فَعَلَ الْخَاتَمُ؟) فيه مجاز فِي الإسناد، إذ الفاعل صاحبه: أي ماذا فعلت بخاتمك؟ (قَالَ) الرجل (رَمَيْتُ بِهِ، قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (مَا بِهَذَا أَمَرْتُكَ) أي لم آمرك برميه (إِنَّمَا أَمَرْتُكَ أَنْ تَبِيعَهُ، فَتَسْتَعِينَ بِثَمَنِهِ) وفي نسخة: "وتستعين" بالواو: أي تستعين بثمنه عَلَى قضاء حوائجك. وفيه أن المحرّم فِي خاتم الذهب للرجال إنما هو اللبس فقط، فأما سائر المنافع، منْ البيع، والإجارة، والهبة، ونحوها فإنه يجوز. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما هَذَا ضعيفٌ؛ لجهالة الراوي عنه، ولهذا قَالَ المصنّف رحمه الله تعالى: (وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ) والظاهر أنه إنما جعله منكرًا؛ لتفرّد هَذَا المجهول به. والله تعالى أعلم.

والحديث منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٤٥/ ٥١٩١ - وفي "الكبرى" ٦٢/ ٩٥٠٢. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥١٩٢ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَبْصَرَ فِي يَدِهِ خَاتَمًا، مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَقْرَعُهُ بِقَضِيبٍ مَعَهُ، فَلَمَّا غَفَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَلْقَاهُ، قَالَ: "مَا أُرَانَا إِلاَّ قَدْ أَوْجَعْنَاكَ، وَأَغْرَمْنَاكَ".

خَالَفَهُ يُونُسُ، رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، مُرْسَلاً).