للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ: "الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا أَطْهَرُ، وَأَطْيَبُ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ". قَالَ يَحْيَى: لَمْ أَكْتُبْهُ، قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: اسْتَغْنَيْتُ بِحَدِيثِ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا. و"عمرو بن عليّ": هو الفلّاس. و"يحيى بن سعيد": هو القطّان. و"أيوب": هو ابن أبي تميمة السختيانيّ البصريّ. و"أبو قِلابة": هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجرميّ البصريّ. و"أبو الْمُهَلَّب": هو عمرو، أو عبد الرحمن بن معاوية، أو ابن عمرو، وقيل: النضر، وقيل: معاوية، ثقة [٢].

وقوله: "فإنها أطهر وأطيب": أي لأنه يلوح فيها أدنى وسخ، فيُزال، بخلاف سائر الألوان.

وقوله: (قَالَ يَحْيَى) أي ابن سعيد القطّان (لَمْ أَكْتُبْهُ) أي لم أكتب هَذَا الْحَدِيث بهذا السند قَالَ عمرو بن عليّ (قُلْتُ: لِمَ؟) أي لِم لم تكتبه؟ (قَالَ: اسْتَغْنَيْتُ بِحَدِيثِ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ) الرَّبعيّ، أبي نصر الكوفيّ، صدوقٌ، كثير الإرسال [٣] ٤٣/ ٢٢٢٤ (عَنْ سَمُرَةَ) بن جندب -رضي الله عنه- يعني أنه استغنى عن كتابة هَذَا الْحَدِيث منْ طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب بكتابة حديث ميمون بن أبي شبيب، وحديث ميمون لم يذكره هنا، وإنما أخرجه فِي "الكبرى": ٥/ ٤٧٧ قَالَ:

٩٦٤٢ - أخبرنا أبو الأشعث، أحمد بن المقدام العجليّ، عن يزيد بن زريع، قَالَ: ثنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة بن جندب: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "البسوا الثياب البياض، وكفنوا فيها أمواتكم، فإنها أطيب وأطهر".

٩٦٤٣ - أخبرنا عليّ بن حجر، قَالَ: ثنا إسماعيل -يعني ابن علية- وعبيد الله بن عمرو الرَّقّيّ، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن سمرة بن جندب، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بثياب البياض، ليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها منْ خير ثيابكم". ثم أورد رواية حماد بن زيد الآتية بعد هَذَا.

والظاهر أن يحيى بن سعيد يرى ترجيح رواية ميمون بن أبي شبيب عَلَى رواية أبي الْمُهلّب؛ لوقوع الاختلاف فيها، فقد رواه إسماعيل ابن عليّة، وعُبيد الله بن عمرو الرّقّيّ، وحماد بن زيد، ثلاثتهم عن أيوب، عن أبي قلابة، عن سمرة، وخالفهم سعيد ابن أبي عروبة، فرواه عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمه أبي المهلّب، عن سمرة. لكن لم يظهر لي وجه ترجيح رواية ميمون؛ إذ الظاهر أن رواية هؤلاء الثلاثة أرجح، ولاسيما وَقَدْ قَالَ عمرو بن عليّ الفلّاس -كما فِي "تهذيب التهذيب" ٤/ ١٩٨: وليس