للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والعمامة، منْ جَرّ منها شيئا خيلاء … " الْحَدِيث، كحديث الباب، وعبدُ العزيز فيه مقال، وَقَدْ أخرج أبو داود، منْ رواية يزيد بن أبي سمية، عن ابن عمر، قَالَ: ما قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فِي الإزار، فهو فِي القميص.

وَقَالَ الطبري: إنما ورد الخبر بلفظ "الإزار"؛ لأن أكثر النَّاس فِي عهده كانوا يلبسون الإزار، والأردية، فلما لبس النَّاس القميص، والدراريع، كَانَ حكمها حكم الإزار فِي النهي.

قَالَ ابن بطال: هَذَا قياس صحيح، لو لم يأت النص بالثوب، فإنه يشمل جميع ذلك، وفي تصوير جر العمامة نظر، إلا أن يكون المراد ما جرت به عادة العرب، منْ إرخاء العذبات فمهما زاد عَلَى العادة فِي ذلك، كَانَ منْ الإسبال.

وَقَدْ أخرج النسائيّ (٥٣٤٨) منْ حديث جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، قَالَ: "كأني أنظر الساعةَ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَلَى المنبر، وعليه عمامة، قد أرخى طرفها بين كتفيه".

وهل يدخل فِي الزجر عن جر الثوب تطويل أكمام القميص ونحوه؛ محل نظر، والذي يظهر أن منْ أطالها حَتَّى خرج عن العادة، كما يفعله بعض الحجازيين، دخل فِي ذلك، قَالَ شيخنا -يعني الحافظ العراقيّ- فِي "شرح الترمذيّ": ما مس الأرض منها خيلاء، لا شك فِي تحريمه، قَالَ: ولو قيل بتحريم ما زاد عَلَى المعتاد، لم يكن بعيدا، ولكن حَدَث للناس اصطلاح بتطويلها، وصار لكل نوع منْ النَّاس شعار يُحرفون به، ومهما كَانَ منْ ذلك عَلَى سبيل الخيلاء، فلا شك فِي تحريمه، وما كَانَ عَلَى طريق العادة فلا تحريم فيه، ما لم يصل إلى جر الذيل الممنوع. ونقل عياض عن العلماء كراهة: كل ما زاد عَلَى العادة، وعلى المعتاد فِي اللباس منْ الطول والسعة. انتهى "فتح" ١١/ ٤٣٤ - ٤٣٥.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: التفصيل الذي ذكره الحافظ العراقيّ رحمه الله تعالى فِي كلامه المذكور آنفاً، حسن جدًّا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٣٣٧ - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ إِزَارِى يَسْتَرْخِي، إِلاَّ أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ").

رجال هَذَا الإسناد: خمسة:

١ - (عليّ بن حجر) السعديّ المروزيّ، ثقة حافظ، منْ صغار [٩] ١٣/ ١٣.