للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صورة".

قَالَ: وحديث معمر رواه عليّ بن المديني وغيره، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ، قَالَ: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أنه سمع ابن عبّاس، يقول: سمعت أبا طلحة يقول، فذكره …

وَقَدْ يحتمل أن يكون حديث ابن شهاب فِي هَذَا الباب، غير حديث أبي النضر؛ لأن فِي حديث ابن شهاب عمومَ الصور، دون استثناء شيء منها، وفي حديث أبي النضر استثناء ما كَانَ رقما فِي ثوب، وفيه جمع سهل بن حنيف فِي ذلك، مع أبي طلحة، فهو غير حديث أبي النضر، والله أعلم.

وَقَدْ كَانَ ابن شهاب يذهب فِي هَذَا الباب، إلى استعمال العموم فِي كراهة الصور كلها، وحديث نافع عن القاسم بن محمد، بمثل حديث ابن شهاب عام أيضًا فِي الثياب وغيرها، وَقَدْ رَوَى عبد العزيز بن عمران، عن مالك بن أنس، عن الزهريّ، وأبي النضر جميعا، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي طلحة، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التصاوير فِي البيوت، وهو غريب لمالك، عن الزهريّ خاصة، تفرد به عنه عبد العزيز ابن عمران، رواه عنه يعقوب بن محمد الزهريّ. انتهى كلام ابن عبد البرّ رحمه الله تعالى "التمهيد" ٢١/ ١٩٢ - ١٩٥. وهو بحث نفيس. والله تعالى أعلم.

وَقَالَ الحافظ فِي "الفتح" ١١/ ٥٧٩: ووقع فِي رواية الأوزاعي، عن الزهريّ، عن عبيد الله، عن أبي طلحة، لم يذكر ابن عبّاس بينهما، ورجح الدارقطنيّ رواية منْ أثبته، وَقَدْ أخرجه مالك فِي "الموطإ" عن أبي النضر، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنه دخل عَلَى أبي طلحة يعوده، فذكر قصة، وفيها المتن المذكور، وزاد فيه استثناء الرقم فِي الثوب، قَالَ: فلعل عبيد الله سمعه منْ ابن عبّاس، عن أبي طلحة، ثم لقي أبا طلحة، لَمّا دخل يعوده، فسمعه منه، ويؤيد ذلك زيادة القصة فِي رواية أبي النضر، لكن قَالَ ابن عبد البرّ: الْحَدِيث لعبيد الله، عن ابن عبّاس، عن أبي طلحة، فإن عبيد الله لم يدرك أبا طلحة، ولا سهل بن حُنيف، كذا قَالَ، وكأن مستنده فِي ذلك أن سهل بن حنيف مات فِي خلافة عليّ، وعبيدُ الله لم يدرك عليا، بل قَالَ عليّ بن المديني: إنه لم يدرك زيد بن ثابت، ولا رآه، وزيد مات بعد سهل بن حنيف بمدة، ولكن رَوَى الْحَدِيث المذكور محمد بن إسحاق، عن أبي النضر، فذكر القصة لعثمان بن حنيف، لا لسهل، أخرجه الطبراني، وعثمان تأخر بعد سهل بمدة، وكذلك أبو طلحة، فلا يبعد أن يكون عبيد الله أدركهما. انتهى كلام الحافظ فِي "الفتح" ١١/ ٥٧٩.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الذي أشار إليه الحافظان: ابن عبد البرّ، وابن