للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسلٌ بثقات البصريين. (ومنها): أن شيخه أحد مشايخ الأئمة الستة الذين رووا عنهم بدون واسطة، وَقَدْ تقدموا غير مرّة. (ومنها): أن فيه ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما منْ العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، رَوَى (١٦٩٦) حديثًا. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ) بن مالك، أنه (قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما، وفي رواية البخاريّ منْ طريق عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، قَالَ: سمعت النضر بن أنى بن مالك، يحدّث قتادة، قَالَ: كنت عند ابن عبّاس، وهم يسألونه، ولا يذكر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، حَتَّى سُئل.

قَالَ فِي "الفتح": كَانَ سعيد بن أبي عروبة كثير الملازمة لقتادة، فاتفق أن قتادة والنضر بن أنس اجتمعا، فحدث النضر قتادةَ فسمعه سعيد، وهو معه. ووقع فِي رواية المستملي وغيره: "يحدثه قتادة"، والضمير للحديث، و"قتادةَ" بالنصب عَلَى المفعولية، والفاعل النضر، وضبطه بعضهم بالرفع، عَلَى أن الضمير للنضر، وفاعل "يحدث" قتادة، وهو خطأ؛ لأنه لا يلائم قوله: "سمعت النضر"، ولأن قتادة لم يسمع منْ ابن عبّاس، ولا حضر عنده، وَقَدْ وقع التصريح عند البخاريّ بأن سعيدا سمع منْ النضر هَذَا الْحَدِيث الواحد. ووقع فِي رواية خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، عن النضر بن أنس، أخرجها الإسماعيلي، وقوله: "عن قتادة" منْ المزيد فِي متصل الأسانيد، فإن كَانَ خالد حفظه، احتمل أن يكون سعيد كَانَ سمعه منْ قتادة، عن النضر، ثم لقي النضر، فسمعه منه، فكان يحدثه به عَلَى الوجهين، وَقَدْ حدث به قتادة، عن النضر، منْ غير طريق سعيد، أخرجها الإسماعيلي، منْ رواية هشام الدستوائي، عن قتادة.

وقوله: "وهم يسألونه، ولا يذكر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-": أي يُجيبهم عما يسألونه بالفتوى، منْ غير أن يذكر الدليل منْ السنة، وَقَدْ وقع بيان ذلك عند الإسماعيلي، منْ رواية ابن أبي عدي، عن سعيد، ولفظه: "فجعلوا يستفتونه، ويُفتيهم، ولم يذكر فيما يفتيهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. انتهى "فتح" ١١/ ٥٩٥.

(أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ) زاد فِي رواية: "أُراه نَجّارا" (فَقَالَ: إِنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَمَا تَقُولُ فِيهَا؟) وفي رواية: "فَقَالَ: إني أُصَوِّر هذه التصاوير، فما تأمرني؟، وفي رواية: "قَالَ: كنت عند ابن عبّاس، إذ أتاه رجل، فَقَالَ: يا أبا عبّاس، إني إنسان، إنما معيشتي منْ صنعة يدي" (فَقَالَ) ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما (ادْنُه ادْنُهُ) أمر