للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: ذِكْرُ الرجال فِي هَذَا الْحَدِيث، لا مفهوم له، بل يشترك النِّساء معهم فيما ذكر، إلا إن كَانَ المراد بالإمام العادل الإمامة العظمى، وإلا فيمكن دخول المرأة حيث تكون ذات عيال، فتعدل فيهم، وتخرج خصلة ملازمة المسجد؛ لأن صلاة المرأة فِي بيتها أفضل منْ المسجد، وما عدا ذلك فالمشاركة حاصلة لهن، حَتَّى الرجل الذي دعته المرأة، فإنه يتصور فِي امرأة دعاها ملك جميل مثلا، فامتنعت خوفا منْ الله تعالى، مع حاجتها، أو شاب جميل دعاه ملك إلى أن يزوجه ابنته مثلا، فخشي أن يرتكب منه الفاحشة، فامتنع مع حاجته إليه. قاله فِي "الفتح" ٢/ ٣٦٦ - ٣٦٧.

(يُظِلُّهُمُ) بضمّ أوله، منْ الإظلال (اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ) "يوم" الثاني بدل منْ الأول، ولفظ البخاريّ: "يظلّهم الله فِي ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه" وقوله: "فِي ظلّه" قَالَ عياض: إضافة الظلّ إلى الله تعالى إضافة ملك، وكلّ ظلّ فهو ملكه، كذا قَالَ، وكان حقّه أن يقول: إضافة تشريف؛ ليحصل امتياز هَذَا عَلَى غيره، كما قيل للكعبة: بيت الله، مع أن المساجد كلها ملكه. وقيل: المراد بظله كرامته، وحمايته، كما يقال: فلان فِي ظل الملك، وهو قول عيسى بن دينار، وقَوّاه عياض. وقيل: المراد ظل عرشه، ويدل عليه حديث سلمان -رضي الله عنه- عند سعيد بن منصور، بإسناد حسن: "سبعة يظلهم الله فِي ظل عرشه … " فذكر الْحَدِيث، وإذا كَانَ المراد ظل العرش، استلزم ما ذُكر منْ كونهم فِي كنف الله، وكرامته، منْ غير عكس، فهو أرجح، وبه جزم القرطبيّ.

قَالَ الحافظ: ويؤيده أيضًا تقييد ذلك بيوم القيامة، كما صرح به ابن المبارك فِي روايته عن عبيد الله بن عمر -يعني حديث الباب- وهو عند البخاريّ فِي "كتاب الحدود"، وبهذا يندفع قول منْ قَالَ: المراد ظل طوبى، أو ظل الجنة؛ لأن ظلهما إنما يحصل لهم بعد الاستقرار فِي الجنة، ثم إِنَّ ذلك مشترك لجميع منْ يدخلها، والسياق يدلّ عَلَى امتياز أصحاب الخصال المذكورة، فيرجح أن المراد ظل العرش، وروى الترمذيّ وحسنه، منْ حديث أبي سعيد، مرفوعا: "أحب النَّاس إلى الله يوم القيامة، وأقربهم منه مجلسا، إمام عادل".

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قد تبيّن مما ذُكر أن الصحيح كون المراد بقوله: "إلا ظلّه" ظل العرش؛ لأن خير ما فُسّر به الوارد هو الوارد، كما أشار إليه السيوطيّ فِي "ألفية الْحَدِيث" بقوله:

وَخَيْرُهُ مَا جَاءَ مِنْ طَرِيقٍ أوْ … عَنِ الصَحَابِيِّ وَرَاوٍ قَدْ حَكَوْا

الأول: (إِمَامٌ عَادِلٌ) ولفظ البخاريّ: "الإِمام العادل" بالتعريف، وهو اسم فاعل منْ