للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤ - (عمارة بن عُمير) التيميّ الكوفيّ، ثقة ثبت [٤] ٤٩/ ٦٠٨.

٥ - (عبد الرحمن بن يزيد) بن قيس النخعيّ، أبي بكر الكوفيّ، ثقة، منْ كبار [٣] مات سنة (٨٣) وهو أخو الأسود بن يزيد، وابن أخي علقمة بن قيس، وَقَدْ تقدّمت ترجمته فِي ٣٧/ ٤١

٦ - (عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه ٣٥/ ٣٩. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسلٌ بثقات الكوفيين. (ومنها): أن شيخه هو أحد المشايخ التسعة الذين رَوَى عنهم الجماعة بغير واسطة، وَقَدْ تقدّموا غير مرّة. (ومنها): أن فيه ثلاثة منْ التابعين يروي بعضهم عن بعض: الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد. (ومنها): أن فيه "عبد الله" مهملاً، وهو ابن مسعود؛ لأنه المراد عند الإطلاق فِي الرواة الكوفيين، كما أنه إذا أُطلق فِي المدينة، فهو ابن عمر، وفي البصرة، فابن عبّاس، وفي مكة فابن الزبير، وفي مصر والشام فابن عمرو بن العاص -رضي الله عنهم-، وإلى ذلك أشار السيوطيّ رحمه الله تعالى فِي "ألفية الْحَدِيث" حيث قَالَ:

وَحَيْثُمَا أُطْلِقَ "عَبْدُ اللَّهِ" فِي … طَيْبَةَ فَابْنُ عُمرٍ وَإِنْ يَفِي

بِمَكَّةِ فَابْنُ الزُّبيْرِ أَوْ جَرَى … بِكُوفَةٍ فَهْوَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُرَى

وَالْبَصْرةِ الْبَحْرُ وَعِنْدَ مِصْرِ … وَالشَّامِ مَهْمَا أُطْلِقَ ابْنُ عَمْرِو

وَقَدْ تقدّم هَذَا غير مرّة، وإنما أعدته تذكيرًا؛ لطول العهد به. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ) رحمه الله تعالى، أنه (قَالَ: أَكْثَرُوا عَلَى عَبْدِ اللهِ) بن مسعود -رضي الله عنه- (ذَاتَ يَوْمٍ) أي يومًا منْ الأيام، يعني أن النَّاس أكثروا عليه فِي السؤال، وعرض الوقائع المحتاجة إلى الحكم ليحكم فيها (فَقَالَ عَبْدُ اللهِ) -رضي الله عنه- (إِنَّهُ) الضمير للشأن: أي إن الأمر والشأن (قَدْ أَتَى) أي مضى (عَلَيْنَا زَمَانٌ، وَلَسْنَا نَقْضِي) أي لسنا نحكم بين النَّاس؛ لوجود منْ يكفيهم ذلك (وَلَسْنَا هُنَالِكَ) أي لسنا فِي مقام نحكم به بين النَّاس (ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدَّرَ) بتخفيف الدال المهملة، منْ بابي نصر، وضرب، قَدْرًا بالسكون، وقَدَرًا بالتحريك، أو بتشديدها، منْ التقدير (عَلَيْنَا أَنْ بَلَغْنَا) بتشديد اللام، منْ التبليغ، وفاعله ضمير يعود إلى "الله عزّ وجلّ" والضمير البارز مفعول أول، ويحتمل أن يكون بتخفيف اللام، منْ البلوغ، والضمير البارز فاعله (مَا تَرَوْنَ) "ما"