للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ فِي روايته عن عبد الله بن المبارك: "ولا يقتل أحد منْ أصحابي" (أَسِيرَهُ) أي المأسور الذي دفعه خالد إليه. وعند ابن سعد: "فأما بنو سُليم فقتلوا منْ كَانَ فِي أيديهم، وأما المهاجرون والأنصار، فأرسلوا أسراهم، وفيه جواز الحلف عَلَى نفي فعل الغير، إذا وَثِقَ بطواعيته.

(قَالَ) ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (فَقَدِمْنَا) بكسر الدال (عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَذُكِرَ) بالبناء للمفعول (لَهُ صُنْعُ خَالِدٍ) أي ما فعله فِي الأسارى منْ القتل (فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وَرَفَعَ يَدَيْهِ) جملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال، وهي معترضة بين القول ومقوله (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ) قَالَ الخطّابيّ رحمه الله تعالى: أنكر عليه العَجَلَة، وترك التثبت فِي أمرهم، قبل أن يعلم المراد منْ قولهم: صبأنا (قَالَ زَكَرِيَّا) بن يحيى، شيخ المصنّف الأول (فِي حَدِيثِهِ) متعلّقٌ بـ"قَالَ" (فَذُكِرَ) بالبناء للمفعول، وهو مقول "قَالَ" (وَفِي حَدِيثِ بِشْرِ) بن السريّ، والجارّ والمجرور خبر مقدّم، وقوله: (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمّا صَنَعَ خَالِدٌ) أي منْ قتل منْ أظهر أن مراده الإِسلام (مَرَّتَيْنِ) مبتدأ مؤخر؛ لقصد لفظه. وَقَالَ فِي "الفتح": قوله: "مرّتين": زاد ابن عسكر، عن عبد الرزاق: "أو ثلاثة"، أخرجه الإسماعيلي، وفي رواية الباقين: "ثلاث مرات وزاد الباقر فِي روايته: "ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا، فَقَالَ: اخرج إلى هؤلاء القوم، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك"، فخرج، حَتَّى جاءهم، ومعه مال، فلم يبق لهم أحد إلا وَدَاه، وذكر ابن هشام فِي زياداته: أنه انفلت منهم رجل، فأتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالخبر، فَقَالَ: هل أنكر عليه أحد؟، فوصف له صفة ابن عمر، وسالم مولى أبي حذيفة. وذكر ابن إسحاق منْ حديث ابن أبي حَدْرَد الأسلمي، قَالَ: "كنت فِي خيل خالد، فَقَالَ لي فتى منْ بني جَذِيمة، قد جُمِعت يداه فِي عنقه بِرُمَّة: يا فتى، هل أنت آخذ بهذه الرُّمّة، فقائدى إلى هؤلاء النسوة، فقلت: نعم فقُدته بها، فَقَالَ: أَسْلِمِي حُبَيش، قبل نفاد العيش:

أَرَيْتُكِ إِنْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدتُكُمْ … بِحِلْيةٍ أَوْ أَدْرَكْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ

الأبيات، قَالَ: فقالت له امرأة منهن: وأنت نجيت عشرا، وتسعا، ووترا، وثمانيا تترى، قَالَ: ثم ضربتُ عنق الفتى، فأكبت عليه، فما زالت تقبله حَتَّى ماتت". وَقَدْ رَوَى النسائيّ، والبيهقي فِي "الدلائل" بإسناد صحيح، منْ حديث ابن عبّاس نحو هذه القصة، وَقَالَ فيها: "فَقَالَ: إني لست منهم، إني عشقت امرأة منهم، فدعوني انظر إليها نظرة، -قَالَ فيه- فضربوا عنقه، فجاءت المرأة، فوقعت عليه، فشَهِقت شَهْقَةً، أو شهقتين، ثم ماتت، فذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: أما كَانَ فيكم رجل رحيم". وأخرجه البيهقي منْ طريق ابن عاصم، عن أبيه نحو هذه القصة، وَقَالَ فِي آخرها: