للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورجّح كونه إياس بن ثعلبة. رَوَى له مسلم، والأربعة، له عندهم هَذَا الْحَدِيث، وعند أبي داود، وابن ماجه حديث آخر أيضًا: حديث "إن البذاذة منْ الإيمان". والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بثقات المدنيين، غير شيخه، فمروزيّ. (ومنها): فيه رواية ثلاثة منْ التابعين بعضهم عن بعض: العلاء، عن معبد، عن عبد الله بن كعب، ورواية الراوي عن أخيه. (ومنها): أن صحابيّه منْ المقلّين ليس له فِي الكتب الخمسة إلا هَذَا الْحَدِيث، وآخر عند أبي داود، وابن ماجه. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ أَبِي أُمَامَةَ) قَالَ النوويّ رحمه الله تعالى فِي "شرح مسلم" ٢/ ١٥٩: [اعلم]: أن أبا أمامة هَذَا ليس هو أبا أمامة الباهلي، صُدَىَّ بن عجلان المشهور، بل هَذَا غيره، واسم هَذَا إياس بن ثعلبة الأنصارى الحارثيّ، منْ بني الحرث بن الخزرج، وقيل: إنه بلويّ، وهو حليف بني حارثة، وهو ابن أخت أبى بردة بن نيار، هَذَا هو المشهور فِي اسمه، وَقَالَ أبو حاتم الرازى: اسمه عبد الله بن ثعلبة، ويقال: ثعلبة بن عبد الله.

[ثم اعلم]: أن هنا دقيقةً، لابد منْ التنبيه عليها، وهي أن الذين صنفوا فِي أسماء الصحابة رضي الله عنهم، ذكر كثير منهم، أن أبا أمامة هَذَا الحارثيّ رضي الله عنه، تُوُفي عند انصراف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منْ أحد، فصلى عليه، ومقتضى هَذَا التاريخ أن يكون هَذَا الْحَدِيث الذي رواه مسلم منقطعًا، فإن عبد الله بن كعب تابعيّ، فكيف يَسمَع منْ تُوفي عام أحد فِي السنة الثالثة منْ الهجرة، ولكن هَذَا النقل فِي وفاة أبى أمامة ليس بصحيح، فإنه صَحّ عن عبد الله بن كعب، أنه قَالَ: حدثني أبو أمامة، كما ذكره مسلم فِي الرواية الثانية، فهذا تصريح بسماع عبد الله بن كعب التابعيّ منه، فبطل ما قيل فِي وفاته، ودو كَانَ ما قيل فِي وفاته صحيحًا، لم يخرج مسلم حديثه، ولقد أحسن الإِمام أبو البركات الجزريّ، المعروف بابن الأثير، حيث أنكر فِي كتابه "معرفة الصحابة -رضي الله عنهم-" هَذَا القول فِي وفاته. والله أعلم. انتهى "شرح مسلم" ٢/ ١٦٠.

(أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنِ اقْتَطَعَ) افتعال منْ القطع للمبالغة، قَالَ القرطبيّ رحمه الله تعالى: وهو الأخذ هنا؛ لأن منْ أخذ شيئًا لنفسه، فقد قطعه عن مالكه. قاله فِي "المفهم" ١/ ٣٤٧ (حَقَّ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ) أي بسبب يمينه الكاذبة (فَقَد أَوْجَبَ اللهُ لَهُ