للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسلم: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ، فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ").

رجال هَذَا الإسناد: خمسة:

١ - (عمرو بن عليّ) الفلّاس البصريّ، ثقة ثبت [١٠] ٤/ ٤.

٢ - (يحيى) بن سعيد القطّان البصريّ، ثقة ثبت حجة [٩] ٤/ ٤.

٣ - (محمد بن عجلان) المدنيّ، صدوقٌ اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة [٥] ٣٦/ ٤٠.

٤ - (سعيد بن أبي سعيد) كيسان المقبريّ، أبو سعد المدنيّ، ثقة تغير قبل موته بأربع سنين [٣] ٩٥/ ١١٧.

٥ - (أبو هريرة) رضي الله تعالى عنه ١/ ١ والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن شيخه أحد مشايخ الجماعة بلا واسطة. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ ابن عجلان، والباقيان بصريان. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "تَعَوَّذُوا بِاللهِ) بصيغة الأمر، وعند الحاكم فِي "مستدركه": أنه -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يقول فِي دعائه: "اللَّهم إني أعوذ بك منْ جار السوء … " الْحَدِيث (مِنْ جَارِ السَّوْءِ) بفتح السين المهملة، وسكون الواء، منْ إضافة المصوف إلى الصفة، وهو قليل، قَالَ الفيّوميّ: هو رجل سَوْء بالفتح والإضافة، وعملُ سَوْء، فإن عرّفت الأول، قلت: الرجل السَّوْءُ، والعملُ السَّوْء. انتهى (فِي دَارِ الْمُقَامِ) بضم الميم: مصدر ميمي لأقام: أي دار الإقامة (فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ) أي الذي جاور فِي البادية يعني السفر (يَتَحَوَّلُ عَنْكَ) أي يفارقك بسهولة، فلا يطول ضرره معك، وفي رواية أحمد فِي "مسنده" ٢/ ٣٤٦ والحاكم فِي "المستدرك" ١/ ٥٣٢ منْ طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد المقبريّ: "استعيذوا بالله منْ شرّ جار الْمُقام، فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل". وفي حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عند الطبرانيّ: كَانَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللَّهم إني أعوذ بك منْ يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء فِي دار المقام". قَالَ الحافظ الهيثميّ رحمه الله تعالى فِي "مجمع الزوائد" ١٠/ ١٤٤: رجاله رجال الصحيح،