للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فِي "زهر الربى" ٨/ ٢٨٠.

(أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ) وللترمذي منْ رواية عثمان بن ربيعة، عن شداد -رضي الله عنه-: "ألا أدلك عَلَى سيد الاستغفار؟ "، وفي حديث جابر -رضي الله عنه- عند المصنّف فِي "عمل اليوم والليلة" ٤٦٧: "تعلموا سيد الاستغفار … ".

(اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي) ووقع فِي رواية البخاريّ: "لا إله إلا أنت، أنت خلقتني"، بتكرار "أنت"، قَالَ فِي "الفتح": كذا فِي نسخة معتمدة بتكرير "أنت"، وسقطت الثانية منْ معظم الروايات، ووقع عند الطبراني منْ حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-: "منْ قَالَ حين يصبح: اللَّهم لك الحمد لا إله إلا أنت … والباقي نحو حديث شداد، وزاد فيه: "آمنت لك، مخلصا لك ديني". (وَأَنَا عَبْدُكَ) قَالَ الطيبي: يجوز أن تكون مؤكدة، ويجوز أن تكون مقدرة: أي أنا عابد لك، ويؤيده عطف قوله: "وأنا عَلَى عهدك" (وَأَنَا) سقطت الواو منْ رواية "عمل اليوم والليلة" (عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ) قَالَ الخطّابيّ رحمه الله تعالى: يريد أنا عَلَى ما عاهدتك عليه، وواعدتك بمن الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك، ما استطعت منْ ذلك، ويحتمل أن يريد أنا مقيم عَلَى ما عهدت إليّ منْ أمرك، ومتمسك به، منتجز وعدك فِي المثوبة والأجر، واشتراطُ الاستطاعة فِي ذلك معناه: الاعتراف بالعجز، والقصور عن عنه الواجب منْ حقه تعالى.

وَقَالَ ابن بطال رحمه الله تعالى: قوله: "وأنا عَلَى عهدك ووعدك": يريد العهد الذي أخذه الله عَلَى عباده حيث أخرجه أمثال الذرّ، وأشهدهم عَلَى أنفسهم: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: ١٧٢]، فأقروا له بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية، وبالوعد ما قَالَ عَلَى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- إنّ منْ مات لا يشرك بالله شيئا، وأدى ما افتُرِض عليه أنه يدخله الجنة".

قَالَ الحافظ: وقوله: "وأدى ما افتُرض عليه" زيادة ليست بشرط فِي هَذَا المقام؛ لأنه جعل المراد بالعهد الميثاق المأخوذ فِي عالم الذر، وهو التوحيد خاصةً، فالوعد هو إدخال منْ مات عَلَى ذلك الجنة، قَالَ ابن بطال: وفي قوله: "ما استطعت": إعلام لأمته أن أحدا لا يقدر عَلَى الإتيان بجميع ما يجب عليه لله، ولا الوفاء بكمال الطاعات، والشكر عَلَى النعم، فرفق الله بعباده، فلم يكلفهم منْ ذلك إلا وسعهم.

وَقَالَ الطيبي رحمه الله تعالى: يحتمل أن يراد بالعهد والوعد ما فِي الآية المذكورة. قَالَ الحافظ رحمه الله تعالى: كذا قَالَ، والتفريق بين العهد والوعد أوضح. انتهى.

(أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ) أي منْ عقابك لي بسبب الشر الذي عملته (أَبُوءُ لَكَ بِذَنْيِي) وفي رواية البخاريّ هذه الجملة مؤخّرة منْ قوله: "أبوء لك بنعمتك عليّ"، وهو