للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بفتح، فكسر-: عصير العنب، وهو أيضًا شراب يُتّخذ منْ البُسر المفضوخ وحده منْ غير أن تمسّه النار، وهو المشدوخ، وفَضَخت البسرَ، وافتضخته، قَالَ الراجز:

بَالَ سُهَيْلٌ فِي الْفَضِيخِ فَفَسَدْ

يقول: لَمّا طلع سُهيل ذهب زمن البسر، وأرطب، فكأنه بال فيه. وَقَالَ بعضهم: هو المفضوخ، لا الفضيخ: المعنى: أنه يُسكر شاربه، فيفضخه. وسُئل ابن عمر عن الفضيخ، فَقَالَ: ليس بالفضيخ، ولكن هو الفضوخ، فعول منْ الفضيخة: أراد يسكر شاربه، فيفضخه. قاله فِي "اللسان".

والمعنى هنا أن أنساً -رضي الله عنه- إذا وجد فِي فضيخه: أي فِي البسر الذي يريد أن يتخذه عصيرًا بسرًا قد أرطب أزاله؛ مخافة أن يكونا شيئين.

والحديث موقوف صحيح، تفرد به المصنّف، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".

١٤ - (التَّرَخُّصِ فِي انْتِبَاذِ الْبُسْرِ وَحْدَهُ، وَشُرْبِهِ قَبْلَ تَغَيُّرِهِ فِي فَضِيخِهِ)

وفي نسخة: "الترخّص". وتقدّم معنى "الفضيخ" قريبًا.

٥٥٦٩ - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ -يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ- قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "لَا تَنْبِذُوا الزَّهْوَ وَالرُّطَبَ جَمِيعًا، وَلَا الْبُسْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا، وَانْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، وهو بصريّ ثقة، منْ أفراده. و"خالد بن بن الحارث": هو الهجيميّ البصريّ. و"هشام": هو الدستوائيّ البصريّ. و"يحيى": هو ابن أبي كثير.

والسند مسلسلٌ بثقات البصريين، إلا عبد الله وأباه، فإنهما مدنيّان، وفيه رواية