للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ْإنَّ المَنَايَا يَطَّلِعْـ … ـنَ عَلَى الأُنَاس الامنينَا (١)

وقال الفيومي: الناس اسم وضع للجمع كالقوم والرهط، واحده إنسان من غير لفظه، مشتق من نَاس يَنُوس: إذا تدلى وتحرك، فيطلق على الجن والإنس، قال الله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس -الآية ٥] ثم فسر الناس بالجن والإنس فقال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس الآية -٦] وسُمِّيَ الجنُّ ناسًا، كما سُمُّوا رجالا، قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن الآية ٦] وكانت العرب تقول: رأيت ناسا من الجن، ويُصَّغر الناس على نُوَيس، لكن غلب استعماله في الإنس (٢).

(أو رجالا) "أو" للشك من الراوي، والرجال جمع رَجُل، وهو الذكر من الأناسي، وقد جمع قليلا على رَجْلَة، وزَان تَمْرَة، حتى قالوا: لا يوجد جمع على فَعْلَة -بفتح الفاء- إلا رَجْلَةٌ، وكَمْأة، جمع كَمْء، وقيل: كمأة للواحدة، مثل نظيره من أسماء الأجناس، قال ابن السراج: جمع رَجُل على رَجْلَة في القلة استغناء عن أرجال (٣).

(من عكل) -بضم العين المهملة، وسكون الكاف، واللام في آخره- وعكل خمس قبائل، وذلك أن عوف بن عبد مناة ولد قيسا، فولد قيس وائلا وعوانة، فولد وائل عوفا وثعلبة، فولد عوف بن وائل الحارث وجُشَما وسعدا وعَليّا وقيسا، وأمهم بنت ذي اللحية, لأنه كان مطائلا لحيته، فحضنتهم أمة سوداء يقال لها: عكل، كذا قاله الكلبي وغيره. ويقال: عكل امرأة حضنت ولد عوف بن إياس بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن اُدّ بن طابخة، وزعم السمعاني أنهم بطن من غنم، ورَدَّ ذلك عليه أبو الحسن الجَزَري بأن عكل امرأة من حمير يقال لها:


(١) لسان جـ ٦ ص ٤٥٧٥.
(٢) المصباح جـ ٢ ص ٦٣٠.
(٣) المصباح جـ ١ ص ٢٢٠.