للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كِساء ورداء، أو مُلحقَة، مثل علْبَاء، وحِرْباء ملحقة بسِرْدَاح (١) وشِمْلال، (٢)، فأنت بالخيار، إن شئت قلبتها واوا مثل التأنيث، فقلت: كساوان، وعلباوان ورداوان، وإن شئت تركتها همزة، مثل الأصلية، وهو أجود فقلت: كساءان، وعلباءان، ورداءان، والرداء من المَلَاحف. أفاده ابن منظور (٣).

(فبصق فيه) أي في ذلك الرداء، وتقدم معنى البُصاق في أول الباب.

وهذا الحديث طرف من حديث أنس رضي الله عنه، وقد ساقه البخاري في الصحيح عن قتيبة بطريق المصنف، ولفظه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في القبلة، فشقَّ ذلك عليه، حتى رؤي في وجهه، فقام فحكَّه بيده، فقال: "إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنما يناجي ربه"، أو "إنَّ ربه بينه وبين القبلة، فلا يَبْزُقَنَّ أحدكم قبَلَ قبلته، ولكن عن يساره، أو تحت قدميه" ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم ردَّ بعضه على بعض، فقال: "أو يفعل هكذا".

(فرد بعضه على بعض) فيه دلالة على طهارة البصاق، إذ لو كان نجسا لما فعل ذلك، قال بعضهم: إنه بالإجماع، لكن قال الحافظ رحمه الله: رَوَى ابنُ أبي شيبة بإسناد صحيح عن إبراهيم النخعي أنه ليس

بطاهر، وقال ابن حزم: صح عن سلمان الفارسي، وإبراهيم النخعي أن اللعاب نجس إذا فارق الفم.

قال الجامع: الراجح قول الجمهور، لهذا الحديث. والله أعلم.


(١) السّرْداح: الناقة الطويلة، وقيل: الكثيرة اللحم، ومكان ليّن. أفاده في اللسان.
(٢) يقال: جَمَل شمْلال -بالكسر-: السريع. لسان.
(٣) لسان جـ ٣ ص ١٦٣٠.