للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حضرته الوفاة، قال له: أوصني، فذكر له رجلا بعمورية، فصحبه، فلما أشرف على الوفاة سأله الوصية، فقال: لا أجد اليوم أحدًا على مثل ما كنا عليه، ولكن قد أظل زمان نبي يبعث بدين إبراهيم مهاجره بأرض ذات نخل له آيات وعلامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، فلما مر به ركب من العراق من كَلْب صحبهم، فباعوه بوادي القرى من يهودي، ثم اشتراه يهودي آخر من بني قريظة، وقدم به إلى المدينة، فأقام بها إلى أن قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم بعد أن رأى الصفات التي وصفت له وكان من خيار الصحابة.

قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سلمان منا أهل البيت" رواه الطبراني، والحاكم عن عمرو بن عوف، وقال: سنده ضعيف، وفي حديث آخر "سلمان سابق فارس" أخرجه ابن سعد عن الحسن مرسلا، وعن بريدة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: علي منهم، يقول ذلك ثلاثا، وأبو ذر، وسلمان، والمقداد" أخرجه الترمذي وابن ماجه (١).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [محمد: آية ٣٨] فقالوا: من يستبدل بنا؟ فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على منكب سلمان رضي الله عنه، ثم قال: "هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس" أخرجه الترمذي (٢)، وقال الحسن: كان سلمان أميرًا على ثلاثين ألفا، فخطب فيهم في عباءة يفترش نصفها، وقال سليمان ابن المغيرة، عن حميد بن هلال: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أبي الدرداء وسلمان، وقال لأبي الدرداء: "سلمان أفقه منك".

وكان سلمان إذا خرج عطاؤه يتصدق به، وينسج الخوص، ويأكل


(١) حديث ضعيف.
(٢) حديث صحيح.