للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة المروية من طرق (١).

وقال في "الفتح". وقد اختلف تعليل المالكية بكراهة قراءة السجدة في الصلاة، فقيل: لكونها تشتمل على زيادة سجود في الفرض. قال القرطبي: وهو تعليل فاسد بشهادة هذا الحديث.

وقيل: لخشية التخليط على المصلين، ومن ثَمَّ فرق بعضهم بين الجهريه والسرية, لأن الجهرية يؤمن معها التخليط. لكن صح (٢) من حديث ابن عمر أنه - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة فيها سجدة في صلاة الظهر، فسجد بهم فيها. أخرجه أبو داود، والحاكم، فبطلت التفرقة.

ومنهم من علل الكراهة بخشية اعتقاد العوام أنها فرض. قال ابن دقيق العيد: أما القول بالكراهة مطلقًا فيأباه الحديث، لكن إذا انتهى الحال إلى وقوع هذه المفسدة، فينبغي أن تترك أحيانًا، لتندفع، فإن المستحب قد يترك لدفع المفسدة التوقعة، وهو يحصل بالترك في بعض الأوقات اهـ.

وإلى ذلك أشار ابن العربي بقوله: ينبغي أن يفعل ذلك في الأغلب للقدوة، ويقطع أحيانًا لئلا تظنه العامة سنة. اهـ.


(١) راجع نيل الأوطار جـ ٣ ص ٣٣٠.
(٢) لكن في صحته نظر, لأن في سنده أمية شيخ لسليمان التيمي، رَوىَ عن أبي مِجْلَز مجهول، كما في تقريب التهذيب، ونبه عليه الشوكاني في "نيله" جـ ٣ ص ١٢٠ - ١٢١. فتأمل.