للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض، وأبعد من هيئات الكسالى، فإن المنبسط كشبه الكلب، ويشعر حاله بالتهاون بالصلاة. والله تعالى أعلم. انتهى (١).

١١٠٤ - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: وَصَفَ لَنَا الْبَرَاءُ السُّجُودَ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ بِالأَرْضِ، وَرَفَعَ عَجِيزَتَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُ).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (علي بن حجر المروزي) نزيل بغداد، ثم مرو، ثقة حافظ، من صغار [٩] تقدم ١٣/ ١٣.

٢ - (شريك) بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، صدوق، يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء [٨] تقدم ٢٥/ ٢٩.

٣ - (أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي، ثقة عابد، اختلط بآخره، وكان يدلس [٣] تقدم ٣٨/ ٤٢.

٤ - (البراء) بن عازب بن الحارث بن عديّ الأنصاري الأوسي، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة، ومات سنة (٧٢) تقدم ٨٦/ ١٠٥. والله تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه الله-، وهو (٧٣) من رباعيات الكتاب (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات، ومن رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له أبو داود، ولا ابن ماجه، وأنهم كوفيون، سوى شيخه، فمروزي. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي، أنه (قال: وصف لنا البراء) بن عازب - رضي الله عنهما - (السجود) أي كيفية السجود المأمور به في النصوص (فوضع يديه بالأرض) أي عليها، فالباء بمعنى "على"، كما في قوله تعالى: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ} [آل عمران آية: ٧٥] أي عليه، وقوله: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: ٣٠] أي عليهم، وقول الشاعر: [من الطويل]

أَرَبٌ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بِرَأسِهِ … لَقَدْ هَانَ مَنْ بَالتْ عَلَيهِ الثَّعَالِبُ

انظر ما كتبه ابن هشام الأنصاري النحوي رحمه الله تعالى في "مغني اللبيب" (٢)


(١) "شرح مسلم" ج ٤ ص ٢٠٩.
(٢) جـ ١ ص ١٠٤ - ١٠٥.