للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحَرَشي العَامري صحابي من مسلمة الفتح، تقدم في ٣٤/ ٧٢٧.

لطائف هذا الإسناد:

منها: من سداسيات المصنف رحمه الله -تَعَالَى-، وأن رجاله كلهم ثقات، ومن رجال الجماعة، إلا شيخه، فانفرد به هو والترمذي، وإلا الصحابي، فما أخرج له البخاري، وأنه مسلسل بالبصريين، سوى شيخه، وابن المبارك فمروزيان، وفيه رواية الابن عن أبيه، وراوية تابعي، عن تابعي والله -تَعَالَى- أعلم.

شرح الحديث

(عن عبد الله بن الشّخّير) - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -، أنه (قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -) ولفظ أبي داود من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. (وهو يصلي) جملة في محل نصب على الحال من المفعول، أي والحال أنه - صلى الله عليه وسلم - يصلي (ولجوفه أزيز) جملة من مبتدإ وخبر، في محل نصب على الحال أيضًا، من الأحوال المتداخلة، أو المترادفة.

و"الأزيز" بزابين وزان كريم: الخنين من الخوف -بالخاء فيهما-، وهو صوت البكاء، وَقِيل: أن يَجيش جوفُه، ويَغلَى بالبكاء. قاله في "النهاية" (١).

وفي "اللسان". أزَّت القدرُ تَؤُزّ، وتئزُّ أزا، وأزيزًا، وأزَازا، وائْتَزَّت ائتزازا. إذا اشتدّ غَلَيانها، وقيل: هو غليان ليس بالشديد. انتهى. وقال أبو عبيد رحمه الله: الأزيز: غليان جوفه بالبكاء، وأصل الأزيز: الالتهاب والحركة، وكأن قوله -تَعَالَى-: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم، آية: ٨٣] من هذا، أي تدفعهم وتسوقهم، وهو من التحرك. نقله ابن المنذر في "الأوسط" ج ٣ ص ٢٥٥.

(كأزيز المرجل) بكسر الميم: الإناء الذي يُغَلَى فيه الماء، سواء كان من حديد، أو صفر، أو حجارة، أو خزف، والميم زائدة، قيل: لأنه إذا نصب كأنه أقيم على أرْجُل. قاله في "النهاية" (٢).

(يعني يبكي) العناية من بعض الرواة، ولم يتبين، لي مَن هو؟ أي يقصد بقوله: "ولجوفه أزيز كأزيز المرجل" أنه يبكي في صلاته بحيث يسمع له صوت كصوت القدر إذا غَلَى. ولفظ أبي داود: "وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحَى من البكاء"، أي لصدره


(١) "نهاية ابن الأثير" ج ١ ص ٤٥.
(٢) "النهاية" ج ٤ ص ٣١٥.