للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كتبت في ذلك رسالة ردًّا على من أنكر ثبوتها، ودونك نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

[أمّا بعد]: فهذه رسالة سمّيتها:

[رفع الغين عمن يُنكر ثبوت زيادة "وبركاته" في تسليم الصلاة من الجانبين].

وما حملني على كتابتها إلّا إنكار بعض الناس مشروعيةَ ذلك في اليسار، معتمداً على قول بعض أهل العلم، من أهل عصرنا (١): إن زيادة "وبركاته" في التسليم الثاني غير ثابتة، معتمدًا على بعض نسخ أبي داود، مع ثبوتها في بعض نسخه، وهي الصحيحة، كما سيتبين بَعْدُ، إن شاء الله تعالى، فسارعت إلى الكتابة، خشية أن تُنسَى هذه السنّة الثابتة.

(تنبيه): إني لست أُريد بكتابتي هذه الرسالة الحطَّ على أهل العلم, وإنّما أريده بيان الحقّ الذي أوجبه الله تعالى على من عَلِمَه، وذمّ أهل الكتاب بسبب تركه وإهماله، فقال عزّ وجلّ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: ١٨٧].

(اعلم): أنه ورد زيادة "وبركاته" في التسليم من الجانبين من حديث وائل بن حُجر -رضي الله عنه- مرفوعاً، ومن حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعاً وموقوفاً، ومن حديث عمّار بن ياسر -رضي الله عنه- موقوفاً.

فأما حديث وائل -رضي الله عنه-، فأخرجه أبو داود في "سننه" على ما هو في النسخة الصحيحة، فإن نسخه قد اختلفت، فسقط من بعضها زيادتها في الثانية، وثبت في بعضها فيهما، وهي الصحيحة عندي، لما يأتي.

فأما النسخ التي ثبتت فيهما، فهي النسخة الهندية، وتوجد في "المكتبة المحموديّة" في المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأزكى التحيّة، ونصّها جـ ١ ص ١٣٨ - :

حدّثنا عَبْدة بن عبد الله, أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا موسى بن قيس الحضرميّ، عن سلمة بن كُهيل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أنه قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان يُسلّم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وعن شماله: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


(١) هو الشيخ المحدث الكبير والعلامة الشهير محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، فإنه أنكر ثبوتها في التسليمة الثانية. انظر "إرواء الغليل" جـ ٢ ص ٣٠ - ٣٢.