للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلة ورش في إبدال الهمزة إذا كانت فاء الكلمة "يؤمنون"، ويؤثرون" ولم يتركها نحو "سؤلك"، و"شئتم"، أن العرب أجمعوا على وجوب البدل في المتماثلين وذلك في المثالين "آمن"، وأومن" وما تصرف منها، ولما كان البدل يلزم في المتماثلين أتبعه في سائر الباب لتجري على نسق واحد، وأما إذا لم تكن الهمزة فاء الكلمة مثل: "الفؤاد"، و "السؤال"، لم يبدله ربما لأنه يأمن أن تدخل همزة أخرى كالهمزة في موضع فاء الكلمة، وأما حفص فقد أتى على الأصل فحقق الهمزة سواء في فاء الكلمة أو عينها أو لامها (١).

وأما استثناء ورش في تحقيق الهمزة في باب (الإيواء) نحو "المأوى" وما تصرف من الكلمة، لأنه لو لم يهمز لتوالى ثلاثة أحرف من حروف العلة (٢).

وحجة مخالفة ورش أصله في تخفيف عين الفعل في نحو"بئس"، و"الذئب"، و"أرايت"، أن الهمزة في هذه الكلمات ليست هي الأصل، قال الكسائي: لا أعرف أصله في همزة، ولذا لم يهمز كلمة (الذئب) في قراءته، وأما "أرايت" فترك الهمز استخفافاً لاجتماع همزتين بينهما حرف ولذلك خفف الثانية، وحققها حفص على أصلها (٣).

وعلة ترك ورش همزاً في لام الكلمة في نحو: {ردءا يصدقني} [سورة القصص:٣٤]، ومن أصله يهمز لام الكلمة ولا يلقي حركة الهمز إلى الساكن قبلها في نفس الكلمة، وذلك أنه أجراه على حكم ما هو من كلمتين فـ "رد" كفعل الأمر


(١) - المهدوي، شرح الهداية. ج١/ ٥٥. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ج١/ ٨١. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج٢/ ١١٤.
(٢) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ج١/ ٨.
(٣) - الكرماني، رضى الدين محمد بن أبي النصر. قراءة الكسائي، برواية أبي عمرو الدوري عن طريق ابن المقسم. تحقيق: حاتم صالح الضامن، (بلد النشر)، دار نينوى للدراسات والنشر، ط ١، ١٤٢٦هـ- ٢٠٠٦م، ص٢٣. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ج١/ ٨٣.

<<  <   >  >>