للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا اغتسلا معًا كان كل واحد منهما يغتسل [بفضل] (١) صاحبه.

وأخبرنا الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، عن ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنها كانت تغتسل هي والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد".

هذا حديث صحيح، متفق عليه.

أخرجه: البخاري (٢)، ومسلم (٣)، والترمذي (٤)، والنسائي (٥).

فأما البخاري: فأخرجه عن أبي نعيم، عن ابن عيينة، بالإسناد عن ابن عباس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد".

قال البخاري: كان ابن عيينة يقول: -أخيرًا-: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح مارواه أبو نعيم.

وأما مسلم: فأخرجه عن إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن حاتم، عن محمد ابن بكر، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، بالإسناد، عن ابن عباس "أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل بفضل ميمونة".

وأما الترمذي: فأخرجه عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، بالإسناد قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد من الجنابة".


(١) ما بين المعقوفتين رسمت بالأصل كذا [بو] والمثبت من "الأم" (١/ ٨) المعرفة للبيهقي (١/ ٤٩٩) وهو الموافق لسياق الكلام.
(٢) البخاري (٢٥٣).
قال الحافظ في الفتح (١/ ٤٣٦ - ٤٣٧).
إنما رجح البخاري رواية أبي نعيم جريًا على قاعدة المحدثين لأن من جملة المرجحات عندهم قدم السماع لأنه مظنة قوة حفظ الشيخ، ولرواية الآخرين جهة أخرى من وجوه الترجيح وهي كونهم أكثر عددًا وملازمة لسفيان، ورجحها الإسماعيلي من جهة أخرى من حيث المعنى وهي كون ابن عباس لا يطلع على النبي - صلى الله عليه وسلم - في حالة اغتساله مع ميمونة فيدل على أنه أخذه عنها أ. هـ.
(٣) مسلم (٣٢٣).
(٤) الترمذي (٦٢) وقال: حسن صحيح، وهو قول عامة الفقهاء: أن لا بأس أن يغتسل الرجل والمرأة من إناء واحد.
(٥) النسائي (١/ ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>