للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السائب بن يزيد أن عثمان بن عفان كان يقول: "هذا شهر زكاتكم، فمن كان عليه دين فليؤد دينه حتى تخلص أموالكم، فتؤدون منها الزكاة". وفي نسخة حتى تحصل.

هذا حديث صحيح أخرجه مالك بالإسناد واللفظ (١).

وقال: يحصل في هذا الحديث من الفقه:

بيان أن الزكاة يستحب أن يُفرَد لها شهر تخرج فيه، وفائدته: أن يضبط الحول للأموال، ولأن أرباب الصدقة إذا عرفوا لإخراجها وقتًا معلومًا، اجتمعوا له وحضروا لقبض الزكاة.

ويستحب أن يُختار لها شهر من الأشهر الحرم أو شهر رمضان.

وقوله: "حتى تخلص" أي: حتى تصير خالصة لا حق فيها لغيركم إلا الزكاة، لأن من كان عليه دين وله مال، فإن بعض ماله هو مال صاحب الدين، وإن كانت الديون تتعلق بالذمم لا بأعيان الأموال، ولكن إذا رجعنا إلى المعنى فإنه لو مات مثلًا لقضى دينه من جملة ماله.

وأما قوله: "حتى تحصل" فهو من الحصول، والحاصل وهو بقية الشيء فكان من عليه دين أدى وفي دينه بقي ما في يده من ماله فهو حاصل له أي بقيته، والمعنيان متقاربان.

وقوله: "فيؤدون منها الزكاة" هكذا جاء في المسند بإثبات النون والإعراب بخلافه، لأن الوجه أن تحذف النون لأن الكلمة معطوفة على قوله: "حتى تخلص" وهو منصوب وعلامة نصبه حذف النون، والظاهر أنه خطأ من الكاتب.


(١) "الموطأ" (١/ ٢١٦) رقم (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>