للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-رحمه الله تعالى- أحاديث كثيرة فمنها:-

ما أخرجه المزني (١) عنه، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين -وهي الليلة التي كان يخرج في صبيحتها من اعتكافه- قال: "من كان اعتكف -يعني فليعتكف العشر الأواخر" وقال: "أرأيت هذه الليلة ثم أنسيتها وقال: "رأيتني أسجد في صبيحتها في طين وماء، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر" قال أبو سعيد: فأمطرت السماء في تلك الليلة، وكان المسجد على عريش فوكف المسجد، قال أبو سعيد: فأبصرت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف علينا وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين".

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه الجماعة (٢) إلا الترمذي.

قال الشافعي في القديم: وتطلب ليلة القدر في العشر الآخر (٣) من شهر رمضان، وكأني رأيت -والله أعلم- أقوى الأحاديث فيه ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين، وقد جاء في ليلة سبع عشرة، وليلة أربع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، ثم ذكر حديث ابن أنيس، قال: أخبرنا مالك، عن أبي النضر -مولى عمر بن عبيد الله- أن عبد الله بن أنيس قال: يا رسول الله، إني شاسع الدار فمن لي (٣) بليلة أنزلها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انزل ليلة ثلاث وعشرين من رمضان".


(١) السنن المأثورة (٣٥٦).
(٢) الموطأ (١/ ٢٦١ رقم (٩))، البخاري (٢٠٢٧)، مسلم (١١٦٧)، أبو داود (١٣٨٢)، النسائي (٣/ ٧٩, ٨٠).
(٣) في المعرفة (٦/ ٣٨٤) بلفظ: [الأواخر].

<<  <  ج: ص:  >  >>