للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستحب. وبه قال سفيان الثوري، وأبو ثور.

وأخبرنا الشافعي (رضي الله عنه): أخبرنا بعض أهل العلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَّ بالتوحيد لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".

قال الشافعي: وذكر عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كان من تلبية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبيك إله الحق لبيك.

هذا طرف من حديث طويل يتضمن حجة الوداع، وقد أخرجه مسلم وأبو داود، وقد ذكرنا إسنادهما في الطرف الذي أخرجه عن جابر في آخر الفرع الثالث من الفصل الأول قبل هذا، وزاد مسلم وأبو داود في هذا الطرف: "والناس يهلون بهذا الذي يهلون به، فلم يزد عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا منه، ولزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلبيته".

وأخرج أبو داود أيضًا (١): عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر قال: "أهلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .... " فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر ولم يذكر لفظه، ثم قال: والناس يريدون المعراج ونحوه من الكلام والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع فلا يقول لهم شيئًا.

وأما الطرف الذي ذكره عن أبي هريرة، فقد أخرجه النسائي (٢) عن قتيبة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد العزيز بن أبي سلمة بالإسناد واللفظ، ثم قال النسائي: لا أعلم أحدًا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل إلا عبد العزيز، رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلًا.


(١) أبو داود (١٨١٣).
(٢) النسائي (٥/ ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>