للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كِتَاب الصُّلح

وازْدِحام الشُّركَاءِ وفي الأبنية

أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أن مالكًا أخبره، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ضرر ولا ضرار".

هذا الحديث هكذا أخرجه مالك في "الموطأ" (١) وزاد فيه: قال: وروى "ولا إضرار" (٢).

الضَّرَر والضُّر لغتان، فإذا جمعت بين الضر والنفع فتحت الضاد، وإذا أفردت الضر ضممت إن لم تجعله مصدرًا، وقيل: الضُّر ضد النفع، والضر: الهزال وسوء الحال، والضَّرر: النقصان، يقال: دخل عليه ضرر في ماله، وقيل: كل ما كان من ضد النفع فهو ضُرّ.

قال الأزهري: قوله: "لا ضرر [ولا ضرار] (٣) " لكل واحدة من اللفظتين معنى غير الآخر، فمعنى قوله: "لا ضرر" أي: لا يضر الرجل أخاه فينقص شيئًا من حقه ولا ملكه، وهو ضد النفع.

وقوله: "ولا ضرار" أي لا يضار الرجل أخاه وجاره مجازاة، فينقصه ويُدخل عليه الضرر في شيء فيجازيه بمثله، فالضرار منهما معًا والضرر فعل واحد.

فمعنى نهيه عن الضرار أي لا يدخل الضرر -وهو النقصان- على الذي ضره، ولكن يعفو عنه؛ لقول الله تعالى:


(١) الموطأ (١٤٢٩).
(٢) هذه الزيادة لم أجدها في "الموطأ" من نسختي.
(٣) تكررت في "الأصل".

<<  <  ج: ص:  >  >>