للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبي سعيد قال: "حُبِسْنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بُعَيْدَ المغرب هَوِيًّا" (١) من الليل حتى كُفِينا، وذلك قول اللَّه تعالى {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} (٢) فدعا رسول اللَّه بلالًا فأمره فأقام الظهر.

فصلاها فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها؛ ثم أقام العصر فصلاها كذلك، ثم أقام المغرب فصلاها كذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كذلك قال: وذلك قبل أن ينزل في صلاة الخوف {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (٣).

هذا الحديث أخرجه النسائي (٤): عن عمرو بن علي، عن يحيى [عن] (٥) ابن أبي ذئب، بالإسناد قال: "شغلنا المشركون يوم الخندق عن صلاة [الظهر] (٦)؛ حتى غربت الشمس وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل، فأنزل اللَّه -عز وجل- {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} فأمر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بلالًا؛ فأقام لصلاة الظهر فصلاها كما كان يصليها لوقتها ثم أقام العصر فصلاها كما كان يصليها لوقتها".

وفي الباب: عن علي، وابن مسعود.

"الحبس": المنع والصد، ومنه الحبس -السجن- لأنه يمنع الإنسان من التصرف في نفسه، وتقول: حبسته أحبسه حبسًا.

"ويوم الخندق": يريد به غزوة الأحزاب، لما جاء المشركون: أهل مكة وغيرهم إلى المدينة لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة أربع من الهجرة في شوال؛ قاله البخاري عن موسى بن عقبة (٧)؛ وأمر النبي (- صلى الله عليه وسلم -) بحفر الخندق، فشغله


(١) في المطبوعة من المسند بترتيب السندي [... بعد المغرب بهوىِّ].
(٢) الأحزاب: [٢٥].
(٣) البقرة: [٢٣٩].
(٤) النسائي (٢/ ١٧)، وفي الكبرى (١٦٢٥).
(٥) من النسائي.
(٦) بالأصل [العصر] والمثبت هو لفظ النسائي في المجتبى والكبرى, وهو الأقرب للسياق.
(٧) وذهب أكثر أهل السير والتواريخ إلى أن الخندق كانت في العام الخامس من الهجرة النبوية.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٩٥): =

<<  <  ج: ص:  >  >>